كتب : خالد إبراهيم
التقييم : 4.5/5
بطولة : باولو بوناشيللي ، ألدو فاليتي ، أومبرتو كونتافالي
إخراج : بيير باولو بازوليني (1975)
"
نحن الفاشيين نكون الفوضويين الحقيقيين بمجرد أن نتملك مقاليد الحكم ،
الفوضوي الحقيقي هو من يملك السلطة ! " – الدوق .
الأفلام
هي عمل بشري يمكننا أن نتعرض
لها ولتصنيفها ولتفاصيلها ولأفكارها ونناقش أين مواطن القوة والضعف وغيره ، لكن في
المقابل هناك "ظواهر كونية" من الصعب التعامل معها على هذا
الأساس ، فهي تجارب تعاش أكثر منها أفلام تُرى ، هذا الفيلم جدير أن يكون كذلك ،
وليست كل التجارب سعيدة بطبيعة الحال .
يُصنف
الفيلم على أنه أكثر فيلم "صادم" في التاريخ ، ولكني أعتقد أنه – وهو آخر
أعمال (بازوليني)
قبل أن يُقتل – لم يكن الغرض منه فقط تحقيق الصدمة للمجتمع ، فالرجل فعل ذلك
مراراً من قبل (المسيح الماركسي – البرجوازية المحرومة جنسياً – الحل ليس في
الدين ولا الماركسية لأنه لا يوجد حل أصلاً) ، ولكن الفيلم أيضاً كان نتيجة
لرغبة (بازوليني)
الصادقة والمُخْلِصة في الإنتقام !
رغبة
(بازوليني)
في الإنتقام من المشاهد قبل كل شيء ، ووصمه في عقله وضميره إلى الأبد ، لأنه إن
أراد أن يكتفي بصدم المشاهد أو المجتمع كان بإمكانه أن يُضمِّن تلك المشاهد
العنيفة والمقززة أو يوحي بها ، ولكنه تمادى وعرضها بالتفصيل ، بدرجة أكثر حدة من
فقء عين المشاهد في كلب (بونويل) الأندلسي أو متلازمة الجنس والعنف والسلطة في
برتقالة (كوبريك)
الآلية ، لربما كان يود أن يقول : عزيزي الإنسان أنت وحش حقير ولكنك لا تعرف هذا
بعد !
الجميل
أن أحدى الممثلات قالت أن الجو كان مرح أثناء التصوير وأن الفيلم – بشكله الحالي –
تم صنعه في غرفة المونتاج ، بينما من قاموا بأدوار "الضحايا" كانوا بالكامل
هواة ، (سالو)
كانت عاصمة حكومة موسوليني قبل نهاية الحرب وفيها أيضاً قُتل شقيق (بازوليني)
.
يقول
(بازوليني)
: "الفن
الغير مقبول هو الذي يمكن أن يقاوم التضمين في العالم الكريه الذي افرزته
الرأسمالية الجديدة التي دمرت كل ما أعرفه وأحبه ، الفيلم بمثابة رؤية حالمة لما
اسماه ماركس (تسليع الإنسان)"، وعندما سألوه عن نوعية الجمهور أجاب
أنه فيلم لكل الناس !
المشاهد
المقززة التي تم عرضها في الفيلم لا تموت فهي حدثت وربما تظل تحدث ، أبو غريب
مثالاً ، طالما السادية والوحشية موجودة حولنا وفينا نتيجة لغشامة القوة والأمان
من العقوبة ، أعتقد أن الحقيقة أبشع مما عرضنا له بازوليني فالشاعر قدم لنا تلك
البشاعة مصاحبة لصورة جميلة وصوت بديع .
الفيلم
ليس لأصحاب القلوب القوية ، لأنهم غالباً سيرونه فيلم بورنو مقزز ! ، بالمناسبة (ماركيز دي ساد)
هو مؤلف القصة التي بنى عليها بازوليني الفيلم والمشتق من اسمه كلمة "السادية".
(سالو) من
أفلام (فاسبندر)
و (هانكه)
المفضلة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق