كتب : محمد السجيني
التقييم : 4.5/5
بطولة : جين هاكمان ، روي شايدر
إخراج : ويليام فريدكن (1971)
يحكي
فيلم ويليام فريدكن ، الذي منحه اوسكاره الوحيد كأفضل مُخرج ، قصّة شرطيين
في قسم مُكافحة المُخدرات ، أولها جيمي دويل (جين هاكمان) والآخر بادي روسو (روي شيدر) ، يحاول الضابطان تتبُّع شحنة مُخدرات قادمة من أوروبا
، وتقودهما الأنظار الي تاجر مُخدّرات فرنسي يُدعي شارنييه ويقوم به المُمثل
المُخضرم فرناندو ري .. وتتطوّر الأحداث الي أن يتم اكتشاف ان الشحنة قادمة
في سيّارة دخلت الي نيويورك .
عظمة
سيناريو هذا الفيلم في رأيي الشخصي هي انه لا يبقي علي شيء ، ومُختلف علي صعيد
"الأكشن" الذي يُقدّمه ، لا يبقي علي شيء بمعنى انّه لا يهتم
بتقديم بطله جين هاكمان ذو نزعة أخلاقيّة واضحة وانما هو عنيف ومن المُمكن أن
يُقدم علي أي فعل مجنون من أجل اتمام عمله ، وفي هذه الجُزئية يُثير الفيلم التساؤلات
حول مبدأ الغاية والوسيلة ، دويل لا ينصاع لأي شيء سوى عمله ، وعمل دويل في الفيلم
يبدو بالنسبة له كالمُحاط بهالة تسيطر عليه وتستحوذه حتّى النُخاع ، ولتفعيل جُزئية
البطل ذو النزعة اللاأخلاقية يقدّم النص شيئين ، الأول هو ماضي دويل ، لا يبدو
الماضي هو التفسير الوحيد لهمجيته وعنفه لكنّه ظاهر جداً في شخصيّة دويل وبعيد عن الافتعاليّة
او التقريرية في التقديم .
الشيء
الآخر المقابل لشخصيّة دويل وهو زميله روسو وهو يبدو أكثر التزاماً بالقواعد ، وأكثر اخلاقيّة في التعامل
، ومع ذلك يقوم بواجبه علي أكمل وجه ، هذا الصراع الظاهر جداً في الخلفيّة لا يهدف
الي الانحياز الي أحدهما عن الآخر ، لكنه يمنح الفيلم حيويّة في تقديم شخصيّاته تجعله
صالحاً للمُشاهدة والاعادة مع مرور الزمن .
والجميل
أن ويليام فريدكن يروّض نصّه ويمنحه مذاقاً مُمتازاً علي صعيد المُطاردات
، هذا هو ربّما أعظم فيلم مُطاردات شاهدته في حياتي ، لا يُمكن نسيان مشهد مترو الأنفاق
او مشهد مُطاردة القطار ، وبالاضافة الى مشهديّته العظيمة ، يمنح فريدكن للمكان
مساحة مُهمّة ، بداية من تصويره لمارسيليا الي نيويورك ثم تفعيل المُعايشة والتدرّج
في حجم اللقطات أثناء المُطاردات ، وهنا لا يُمكن نسيان المونتاج ، عمل جيري جريننبرج
الأوسكاري يجعل المُشاهد واعيا بالتطوّرات ويضعه في أفضل حالة لمُشاهدة الفيلم .
وفي النهاية
يتوّج العمل آداء هاكمان ، الرجُل هُنا يفعل كُل شيء ، مظهره الخارجي ، لحظات توتّره
، هوسه بعمله مع غياب الدافع الأخلاقي ، هذا هو الآداء الأفضل في مسيرته في رأيي الشخصي
.
0 التعليقات :
إرسال تعليق