كتبت : فاطمة توفيق
التقييم : 2/5
بطولة : توم هانكس ، برخط عبدي
إخراج : بول غرينغراس (2013)
في الحقيقة لا أصدق أننا في العام 2014 ولازال السينمائيون الأمريكيون
ينتجون مثل هذه الأفلام ، أعلم أن القصة حقيقة ولا أشكك في معاناة الكابتن فيليبس
الحقيقي ، ولكن قصة كهذه وفيلم كهذا شاهدنا مثله عشرات بل ربما مئات من الأفلام
الأمريكية من قبل ، تلك الحبكة المعروفة عن مواطنين أمريكيين يتعرضون للخطر أو الضياع
- في البحر ، في الفضاء ، في الصحراء - من قبل خاطفين أو من قبل خطر خارجي ، ثم
تقوم الحكومة بإنقاذهم.
ما جعلني أيضاً لا أجد الفيلم يستحق كل هذا الثناء والتقدير أنني لم
أجد فيه شيئاً جديداً ، فـ (توم هانكس) معروف منذ زمن طويل انه ممثل بارع ، لذلك لا يحسب
للفيلم أن توم هانكس كان جيداً فيه ، بل بالعكس فهو قدم العديد من
الأدوار اللامعة والبارزة في تاريخه من قبل وكانت أفضل من الفيلم هنا كثيراً ، ولم
أحب له سوى المشهد الأخير في الفيلم حيث كان أدائه في منتهى القوة والتأثير ،
أيضاً تطور ظروف القصة وإنتاجها بهذه الطريقة المملة التي لم يكن فيها جديد جعلت
الفيلم باهتاً وأعتقد أنها لم توفِ القصة الحقيقة حقها التقديم أو التقدير الجيد.
أجمل ما في الأمر حقيقةً كان التصوير ، وبالذات في مشاهد قارب الإنقاذ
ومحاولة هرب كابتن فيليبس في البحر ، فإدارة الكاميرا في أماكن صعبة كهذه
وبهذه الطريقة التي تشعرك بمدى التوتر والضيق كان جيداً جداً ، بالإضافة إلى آداء
الممثلين الصوماليين ، ليس فقط برخاد عبدي وإنما حتى الذين قاموا بأدوار صغيرة من بداية
الفيلم وأهمهم قائد فريق القراصنة .
كما قلت لم أجد في الفيلم تقديراً للقصة الحقيقية ، لم أجد تقديراً
لمعاناة كابتن فيليبس نفسه بقدر ما وجدت تقدير لدور القوات الأمريكية ،
فكل تلك الصور ذات الزوايا الواسعة للقواعد الأمريكية والجنود مفتولي العضلات وحزم
الضباط المسؤولين ، كل ذلك وضح القصد الحقيقي من انتاج قصة كهذه ، حتى وإن كان
المخرج أراد أن ينتقد أمريكا وسياستها بطريقة ناعمة من خلال لقطتين لا غير ،
أولهما حينما تحدث موسى (برخاد عبدي) عن فقر مصادر رزقهم لاستيلاء أمريكا على المياه والشواطئ
، وثانياً عندما انتشر دم القراصنة الثلاثة على جسد كابتن فيليبس قبل
انقاذه بدقائق ، وكأن أمريكا هي المسؤولة عن كل هذا ، ولكن اللقطتين كانتا أضعف من
مواجهة كل هذا التوجيه ناحية تقدير وثناء وتمجيد لأمريكا ودورها وقواتها طوال
الفيلم.
هكذا هي هوليوود، تستخدم في تعظيم السياسة الخارجية الامبرالية المقرفة للولايات المتحدة
ردحذف