كتب : محمد السجيني
التقييم : 2/5
بطولة : عمرو واكد ، فاروق الفيشاوي
إخراج : إبراهيم البطوط (2014)
شاهدت الفيلم في مهرجان القاهرة هذا العام ، وخرجت منه بمشاعر
مُتضاربة ، استقرت علي اني لَم أحب الفيلم ، رغم انه عمل طَموح لو نُفّذ بقدر أكبر
من الرؤية كان سيُصبح له شأن آخر ، الفيلم يتحدّث عن شخص يُدعي القط ويقوم بدوره
المُمثل عمرو واكد يكتشف الأعمال القذرة لإحدى العصابات ويٌقرر أن يوقفهم ،
يظهر له الرجل الغامض ويعرض عليه أن يقتل رجُل آخر يُدعي الحج فتحي مُقابل حقيبة
ضخمة من الأموال .
المُشكلة الكُبرى في السيناريو هي علامات الاستفهام حول شخصيّاته ، من
هو القط ؟ ، هل هو بلطجي أم زعيم عصابة سفليّة تُعاقب المُجرمين ؟
، وهل هو مبعوث العناية الالهيّة لتحقيق العدل على الأرض ؟ ، وان كان كذلك فلماذا
قبل التعاون مع الشيطان وما هي أهدافه ؟ ، لماذا لم يقتل الرجُل الغامض بنفسه الحج
فتحي رغم نفوذه الفتّاك ؟ من هي هذه الفتاة التي ظهرت بثوب عشريني في مشهد طويل
ولم تظهر مُجدداً ؟ ، كل ما نعرفه مثلاً أن القط قرّر أن يفعل ما
يفعله بعد اختطاف ابنته ، فما الداعي للدخول في متاهة زواجه من سلمى ؟ نحن حتى
لا نعرف من هي سلمى بالأساس !! ، ثم لماذا يتم تصوير القط على انه انساني
جداً ، يتعامل مع ابنه برقة رغم ضربه للسجائر و حمله لمطواه ، يرفض قتل الرجُل
الذي ساعدهم في القبض على الحج فتحي ، وهو في الأصل قد قبل بالمُهمة من أجل حقيبة أموال
، ربما لو كان الدافع هو مساومة الرجل الغامض له علي ابنته كانت الأمور ستصبح أفضل
رغم تقليديتها .
والمأزق في النص ان المُشاهد يتجاوز ما يحدث أمامه ، ينشغل عن الصورة وشريط الصُوت في محاولة للتفكير والبحث عن اجابات لهذه الأسئلة المُفترض انها مُهمة ومحوريّة جداً في فهم الحكاية ، النص يأخذ اتجاهاً تجريدياً في تعامله مع شخصيّاته ، شخصيّة الرجُل الغامض مثلاً نُشاهد لها مشاهد مُتتالية يزور فيها المعابد الفرعونيّة واليهوديّة والكنائس والمسَاجد ثم ينتقل الي حفلات شهوانيّة راقصة ، هل هذا اذاً رمز للشيطان أم الاله ؟
في نهاية الفيلم يرحل القط ، ويترك الرجُل الغامض وراءه يهتف "انت عملت الصح يا قط"
، ما هو "الصح" ؟ وما مصير ابنته ؟ وهل للرجل الغامض يد في الحكاية
منذ بدايتها ؟ أمور كثيرة يتركها النص مُعلقة فارغة من معانيها ويكتفي بمُجرد
الدوران حولها ، تترك المُشاهد في حالة من الاضطراب والتشوُّش .
بصرياً الفيلم جيد جداً ، في مشهد ما نُشاهد عمرو واكد يتحرّك في القاهرة وتتابعه الكاميرا في حركة طويلة ستصبح هي الأساس في تصوير شخصيّاته ، أسلوب تصويري مُفيد جداً في معرفة أن الشخصيّات تدور في متاهات وتعيش في خطر دائم ، لكن هذه التقنية تفقد دلالتها نتيجة لاستخدامها الزائد عن الحد .
على صعيد المُمثلين ، الفيلم فاشل تماماً ادائياً ، اختيارات البطّوط
واهية تماماً ، آداء مُتخشب من عمرو واكد ومُفتعل جداً من باقي الممثلين ، وأخص بالذكر دور الحج فتحي الذي
يُقدم صورة كاريكاتورية بشعة لأدوار الشر ويفشل تماماً في اقناعي طوال ظهوره علي
الشاشة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق