كتب
: محمد السجيني
التقييم : 4/5
بطولة :
ماريون كوتيار ، فابريتسيو رونجون
إخراج :
جان لوك وبيير داردين (2014)
كان فيلمها
الأوّل هو Falsch ، لكن
عرفهما العالم عن طريق Rosetta
حين فازا بالسعفة الذهبيّة في مهرجان كان ، وفازا
بها مُجدداً عن L'enfant ، وهما
في الحقيقة ينتهيان من كان ليعودا اليه ، هما الاخوان
داردان ، شريكان
من اهم وأعظم مُخرجي السينما اليوم .
الفيلم
الطويل التاسع في مسيرتهم يحكي قصّة حول ساندرا العاملة في أحد المصانع ، والتي توضع
في موقف غريب من قبَل الإدارة يجعل بقاءها في العمل مقروناً بإقناع زملاءها التنازل
عن ألف يورو مكافأتهم السنوية ، ومع اتفاقها مع مُديرها على عمل تصويت بينهم صباح الإثنين
، يتبقى لديها يومان وليلة فقط من أجل إقناع 9 من 16 أن يصوتوا لها.
ظاهريّاً
هذه هي قصّة العمل ، اقناع مجموعة من أن تصوّت لها للبقاء في العمل ، والغريب انه رغم
بساطة القصّة الا ان الداردان يجعلونها
مُثيرة للاهتمام ويُشعروننا بمدى قسوة ظروف ساندرا ، في العُمق هذا الفيلم عن ذات تبحث
عن نفسها وسط مَصاعب الحياة ، عن محاولتنا دوماً لاثبات وجودنا في هذا الزمن الغادر
. فيلم يكشف مُعاناة المُجتمع الاوروبي تحت ضغط المصاعب الماليّة ، هذا فيلم عن اننا
لم نحلم بأكثر من حياةِ كالحياة .
ماريون
كوتيار هُنا
برّاقة جداً ، تجعل المُشاهد أسيراً لانفعالاتها وتفهمها للشخصيّة ، ماريون هُنا
عاصفة جداً في تقديمها لمآساة الشخصيّة والمها المُطلق الذي يصل الي محاولاتها للانتحار
.
بصرياً
الفيلم فاتن جداً ، في اختيار الألوان والديكورات العادية جداً كالحياة ، وفي اختياره
للفواصل بين ساندرا ومُحدثها
، في شكل جعل المشهد أقرب للمواجهة كما نشاهد بالصورة .
سينما
الاخوين داردان يُمكن
اختزال عناصرها في اللقطات الطويلة بكاميرا محمولة ، شريط الصوت الواقعي ، قطعات المونتاج
العنيفة بين المشاهد ، وطبيعة الحكايات التي يحكونها عن الأشخاص العاديين الذي يقعون
في مشاكل أكبر منهم ، شخصيات الاخوين داردان دائماً
ما تحاول الحياة ، وتبدو شخصيّاتهم علي الورق غير مُثيرة للاهتمام ربّما ، لكنها تخرج
في النهاية حيوية جداً وحقيقية جداً .
0 التعليقات :
إرسال تعليق