كتب : عبد الرحمن الخوالدة
التقييم : 2/5
بطولة : ماثيو مكوناهي ، آن هاثاواي
، جيسيكا تشاستين
إخراج : كريستوفر نولان (2014)
يقدم
المخرج الأمريكي المعروف كريستوفر نولان عملة التاسع في مسيرته السينمائية ، التي تنوعت
ما بين الخيال العلمي و الفنتازيات , تمتاز أفلام النولان برتم السريع , والإثارة المنقطعة
النظير , ناهيك عن الحبكة المعقدة وشبكة متراكمة من الإحداث والتي تقدم طيلة فترات
العمل .
أعترف
أن النولان واحد من أذكى الصناع السينمائيين في هذا اليوم , والذي
تمكن من ارضاء الجماهير و النقاد معاً ، ولكني
شخصياً ما زلت اعتقد أن النولان مبتكر عظيم للمادة الفيلمية , سريعة الابتلاع , وبذات
الوقت لا تستغرق طويلاً للهضم في مخيلة المٌشاهدين , والتي تفقد بريقها وأهميتها بعد
زوال تلك الحبكات المٌثيرة التي تمتلئ فيها أعماله , فيلم النولان الأخير Interstellar يرتدي فيه المخرج الأمريكي
ذات الطابع من ملاحقة الأفكار الهامة بعصارة فنية زائفة .
من عامين
استطاع النولان إثارة ضجة من خلال عملة Inception وصناعة الأحلام وبناءها على
طبقات , في عامنا هذا يقدم لنا كريستوفر فكرة البحث عن الوجودية الإنسانية والبقاء على الحياة
من خلال عنصر الحب باختراق الفضاء والضياع في الأبعاد الكونية .
لعل ما
يسعني الحديث به ، لمَ دوماً نحن بحاجة للانتقال من طبقة تتلوها طبقة , بعُد يتلوه
بُعد في سينما النولان وذلك للتعمق في محيط مسطح يكاد لا يخترق خرم أبره في المخيلة
, والتي تتلاشى في البعد اللانهائي من الذاكرة اللحظية ، كثر الحديث عن الاستعارات
التي اختطفتها النولان من رائعة ستانلي كوبريك الخالدة Space Odyssey ، كيفية
تحويل مادة فلسفية علمية مفتوحة النظريات إلى مادية صورية فنية ، ومن هنا انطلق كريستوفر إلى اعلاء
ضجيج عمله بالعديد من النظريات الهامة" كنظرية النسبية"
و بعض نظريات الثقوب السوداء في الفضاء وغيرها ، ولكن كل تلك الخطفات النظرية المعجونة
من السيناريست المليء بالكلاشيهات الهوليودية الساذجة ، افتقد لأهم عنصر وأكثرها وقاراً
و رسوخاً , ذلك العنصر الذي خلد (اوديسا كوبريك) ، العنصر الذي لطالما تسارع في الحديث عنه معظم
الفنانون في تاريخ السينما ، ذلك العنصر يتمثل في اعطاء الحياة للصورة السينمائية دونما
ادعاءات وإشارات لإرشاد المٌشاهدين إلى السؤال والإجابة التي تليه ، مع تعالي متذاكي
من صانعة بنبوغ عقليته .
هذا العمل
أخذ ضجيج لا يستحقه , كما اعتدنا من أفلام مخرجه , تحفة بلاستيكية ضيقة الأفق تسقط
في فخ نرجسية مخرجها الذي يضيع غريزة البقاء والكونية الإنسانية بين أبعاده وثقوبه
الواهية .
0 التعليقات :
إرسال تعليق