كتب : خالد إبراهيم
التقييم : 4.5/5
إخراج : لوت رينيجر (1926)
بعد فيلمين من الأرجنتين
ضاعا – غالباً – إلى الأبد ، (مغامرات الأمير أحمد) هو أقدم فيلم رسوم متحركة طويل يعرفه
العالم .
حماس الفتاة
الألمانية (23 سنة) اقترب من الجنون ، في الوقت الذي كانت تصور أغلب الأفلام في
أيام و أسابيع ، استغرقت (لوت) – اسمها الحقيقي (شارلوت) – ثلاث سنوات لتصنع هذا الفيلم العظيم من ورق مقوى
أسود و مقص و ما يقرب من ربع مليون مجسم كرتوني ، فكان تحريك السلويت فن بكر
تعود براءة اختراعه لعقل لوت التي أهدته للعالم في صورة شعرية هائلة .
من ألف ليلة وليلة
يأخذ الفيلم أحداثه ، الساحر الأفريقي يعرض على الخليفة حصان يطير ، الخليفة
المفتون بالحصان يرغب في امتلاكه ، لكن الساحر يريد بنت الخليفة في المقابل ،
يعترض أخوها الأمير أحمد ، فيعرض الساحر أن يمتطي الأمير الحصان لتجربته ، أحمد يطير دون
أن يعي كيفية ترويض الحصان إلى بلاد غريبة بينما يدخل الساحر السجن مقابل هذا .
يطير أحمد إلى بلاد (الواق الواق)
ليقع في غرام حاكمة البلاد بري بانو بعد أن يخطفها لكنها كذلك تقع في حبه ، يهرب الساحر
الأفريقي من السجن و يخطف بري بانو و يبيعها لإمبراطور الصين ، تساعد ساحرة الجبل – و التي
هي عدو للساحر الأفريقي – أحمد على أن يستعيد بري بانو لكن الشياطين تأسر بري بانو و تعيدها
إلى الواق الواق.
قبل أن يدخل أحمد إلى بلاد الواق الواق
ليستعيد حبيبته يقتل وحشاً كان يهاجم علاء الدين الذي يحكي لأحمد قصته التي نعرفها جميعاً ، و لكن ما لا نعرفه أن الساحر
الذي سرق منه مصباحه هو نفس الساحر الأفريقي الذي تسبب في معاناة أحمد .
تحارب ساحرة الجبل
الساحر الأفريقي في نزال عظيم بصرياً حيث يتخذا أشكال عديدة ، تنتصر الساحرة و تستعيد
مصباح علاء الدين و بواسطته يستعيدوا بري بانو أخيراً.
ساهم الفيلم في وضع قواعد
اللعبة كالاحترام اللازم الخيال ، فقبل استخدام لوت لواحدٍ من أخصب
كتب الخيال في التاريخ الإنساني كان خيالها الشخصي بقدرتها – وهي داخل مرآب
مُوظِّفها – على أن تصنع الفيلم الذي لم يصنعه أحد ، الخيال الذي ساهم في تدعيم
أحلامٍ سينمائيةٍ مهمة من ضمنها أن كل فيلم ممكن الحدوث متى آمنت به ، كما أكد على
إمكانية تحقيق معجزات بصرية بأبسط الوسائل .
في Veronika Voss لفاسبندر تخبرنا فيرونيكا أن السينما هي ضوء و ظلال
، هذا الفيلم بمثابة برهان راديكالي على تلك المقولة .
يقترب من عامه
التسعين لكنه يظل ممتعاً رغم كونه أول عمل للتحريك جاء بعده آلاف منها ، أعتقد أن الفن
الجيد لابد من أن يكون ممتعاً بطريقة ما ، لكننا نحن من نحرم أنفسنا من تلك المتعة
بتحيزنا و أحكامنا المسبقة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق