كتب
: مصطفى فلاح
التقييم :
4/5
بأصوات :
هايدياكي آنو ، ميوري تايكموتو
إخراج :
هاياو ميازاكي (2013)
في أحلامه كان دائماً
يطير , و لكنه غالباً ما يسقط ، قصر النظر رُبما أبعد (جيرو) عن حلمه الأثير في
الطيران , لكن السماء لم تكن يوماً ملكاً لأحد ! ، في أحلامه الطائرات من خشب , من
ورق , لا تحمل غير أحلام الأطفال في السباحة بين الطيور , عندما قيل له "هل
يكفي وزن الطائرة لحمل البنادق و الصواريخ؟" , جاء رد
مُصمم الطائرات الذي عاصّر الحربين "تكفي
لحمل رايات السلام !" ، بعد الموقعة , هو الآن يخاف ركوب القطار , رُبما , و لكنه لم
يخش أبداً الوقوف على جناح طائرة ! .
الفانتازيا التي
يخلقها (ميازاكي) هذه المرة هي فقط في أحلام بطله , يتخلى عن الإثارة التي أعتدناها
منه , يزرع البهجة بدلاً من الخوف , و هو يروي ملحمة (حب
و حرب) بكثير من الحميمية ، و كثير من التفاؤل!
، نعم , منذ الوهلة الأولى
نشاهد اليابان خضراء رغم الحرب , الريح فيها ما زالت تعصف طيباً , تجمع حبيبين و
تؤسس لصدفة اللقاء ؛ (ميازاكي) يختار أكثر فترات اليابان انعداماً و فوضوية ,
ليروي قصة عن الإستقرار , عن صفاء النفس , عن مؤازرة الأحلام حتى عندما تغدو في
مهب الريح , و أن هناك فضاءً شاسعاً ، لليراعات أن تُحلق (مأثرة غيبلي الأشهر) ! .
قصة الحُب التي جمعت
(كونان) بـ (رانا) (عدنان و لينا في النسخة العربية) بلحظاتها البسيطة التي ما تزال عالقة بذاكرتي بعد
أكثر من ربع القرن , يُعيدها الماستر السينمائي و هو يختتم سنين سينماه بنفس
الرفعة التي أبتدأ بها ، بكرتنّة الواقع كالخيال!
، كالعادة , الحس التشكيلي
و الإحساس بالإيقاع السينمائي يحتفي بالصورة و يجعل الدراما تتفجّر من خلال
مكوناتها , فهي تُجبرك أن تتأملها , ترنو إليها , تتعاطف معها , تشفق عليها ؛ وفي
مرحلة ما , تفك قيود أحلامها ، بعد أن كبّلتها الحرب ! .
حقيقة أن هذا العمل
لم يكن أكثر أعمال ميازاكي خصوبة في السرد الدرامي , رغم أستناده على شخصية واقعية فعالة , لا
تُلغ تأثره الواضح بجميع تحفه السابقة , الموسيقى التي زادتها جمالاً , و الثيم
البصري ، الذي أسقاها أكسير الخلود! .
0 التعليقات :
إرسال تعليق