كتب : فراس محمد
التقييم : 4.5/5
بطولة : نيغر شقاقي ، آشكان
كوشانيجاد
إخراج : بهمن قوبادي (2009)
لا أحد يعلم شيء عن القطط الفارسية
, لصاحب Turtles Can Fly , الفلم الايراني الأكثر تمرد والاكثر عصرية , وذلك نتيجة الموضوع الذي
تناوله قوبادي , وهو البحث عن طريقة للتمرد لدى شباب لديهم طرقهم الخاصة
في الانتماء للعالم , للعالم المتحضر , التمرد عبر الموسيقى , عبر الصخب والفن , وعبر
البحث عن قبو لعزف الموسيقى , والتمرد عبر التأكد من عزل هذا القبو للصوت , التمرد
عن طريق الانتقال من قبو لقبو أكثر أمانا , والتمرد الاهم الذي قدمه قوبادي كان في
استمرارهم في حب بلدهم ، هذه هي الهوامش التي كان يسعى قوبادي لوضعها تحت الضوء , ولكي
يستطيع الجميع معرفة كل شيء عن القطط الفارسية , عن موهبتها وحبها للحياة , شغفها بالموسيقى
، او بالأحرى هذه الامور التي تبقيهم أحياء , او على تواصل مع الهواء النقي والاوكسجين
.
الفلم مليء بالأضواء , لكن اغلبها اضواء قاتمة , كان موفقا في اختيار اماكن
التصوير واستخدام الاضاءة الخافتة في استديوهات تسجيل عزف الموسيقى , كدلالة عن حالة
الرفض , عن حالة القمع ، وكان موفقا أكثر من طريقته في تصوير شوارع طهران بحركة سريعة
ومترددة ومتواترة تزامنا مع الاغاني الرائعة التي استخدمها ، في تصويره لمفارقة الفلم
الابرز ، ان الحياة في هذه المدينة تنبض في اقبيتها ، في المناطق المظلمة ، الحياة
تتفجر ، وتتلون وتكون صاخبة ، تحت طهران هناك مدينة أخرى تنتمي لعالم آخر , لا نظام
اسلامي فيه , لا نظام امني , لا بوليسي , ولا سياسي ، مجرد فن ملون بمواهب شباب متحمس
ويملك دوافعه الخاصة وطموحاته الخاصة وافكاره التي تبدو غريبة ومجردة من اي حياة حالما
تخرج لضوء النهار خارج الاقبية .
رغم اعجابي بأفلام قوبادي الاولى , لكن هذا الفلم لونه مختلف , عصريته واضحة , افكاره
أجرأ , سريع الرتم وشخصياته تحب الحياة وتبحث عنها ، واعتقد ان قوبادي بقدرته
على تصوير هذا الفلم بهذا الشكل , فهو يتكلم عن نفسه قبل ان يتحدث عن ابطاله ، فهو
بطل الفلم في اكثر افلامه شخصية .
0 التعليقات :
إرسال تعليق