الأحد، 21 يونيو 2015

Sunrise: A Song of Two Humans

كتبت : فاطمة توفيق

التقييم : 4.5/5

بطولة : جورج أوبرين ، جانيت غاينور
إخراج : إف دبليو مورناو (1927)

شعرت وأنا أشاهد الفيلم كأنني طفلة صغيرة لا تملك إلا أن تضحك وتفرح وتبكي مع ذلك الفلاح البسيط وزوجته الرقيقة وأهل قريتهم الفقراء، رغم قِدم الفيلم وبدائية التقنيات المستخدمة فيه - وقد كانت قمة في التطور والبذخ وقت صناعة الفيلم - ورغم مرور ما يقارب التسعون عاماً على صناعته إلا أنه ورغم بساطته سواء تقنياً أو على مجال القصة وما ترمز إليه استطاع أن يؤثر فيّ بشكل لم أكن أتوقعه، وهذا يفسّر كثيراً ما أؤمن به وهو ورغم تقدم تقنيات صناعة السينما، إن لم يلامس الفيلم روح مشاهديه فلا فائدة من كل تلك التقنيات.

الفيلم لم يؤثر فيّ أنا فقط أو في المشاهدين العاديين ممن شاهدوه طوال القرن الماضي وبداية قرننا الحالي وإنما أيضاً أثر بشكل كبير في صناع السينما، فالمخرج الفرنسي إيريك رومير حاكى قصة هذا الفيلم في بداياته من خلال الست الأفلام الأخلاقية التي قدمها في الستينات وبداية السبعينات، واتبعه في ذلك المخرج الروماني كريستي بويو مخرج الفيلم المتميز The Death of Mr. Lazarescu والذي حينما سئل في مهرجان كان عن وجه الترابط بين أفلامه وهذا الفيلم قال "إن كان فيلم شروق الشمس يتحدث عن تعقيدات النفس البشرية في العلاقة بين رجل وامرأة فأنا أقدم أفلاماً تتحدث عن تعقيدات النفس البشرية في العلاقات بين البشر كما أراها في مدينتي" .. أيضاً وأنا أشاهد الفيلم، خصوصاً في مشاهد القرية وتعاون أهلها تذكرت رائعة هنكه The White Ribbon وكيف تشابه تعاون أهل القرية في فيلمه لطرد الشرور كما تعاونوا عليه هنا وإن كان بشكل أعقد بالطبع في فيلم هنكه.

في نهاية الفيلم كان يغمرني التأثر ليس فقط مما يحدث في الفيلم وإنما من سحر السينما عموماً وكيف أن فيلماً صُنع منذ أكثر من ثمانين عاماً يصنع فرقاً لديّ الآن، ولكنني تذكرت نصيحة الأديب خوسيه ساراماجو حينما نصح كل المبدعين بعدم الاكثار والاغراق في التفاصيل حول الشخصيات حتى تؤثر القصة وتكون شبيهة بكل من يقرأها، الفيلم هنا يطبق هذه النصيحة سينيمائياً، القصة تعبر عن أي علاقة بين أي رجل وامرأة في أي وقت ومكان ، وهذا بالتأكيد ناتج عن المدرسة التعبيرية في الفن التي أتى منها مخرج الفيلم الألماني  إف دبليو مورناو .

نصيحة لمحبي السينما، لا تؤجل مشاهدة الفيلم فقط لأنه قديم أو غير مشجع أو بسيط فيما يتناوله، فالمتعة التي يقدمها في بساطته لا تجدها في الكثير والكثير من الأفلام غيره، كما أنه - يجب أن أذكر - حاز على ثلاثة جوائز أوسكار لأفضل ممثلة في دور رئيسي، وافضل تصوير سينمائي وأفضل صورة وانتاج متميز، ويعتبر أحد اهم الكلاسيكيات حسب العديد من التصنيفات السينمائية المهمة على مستوى العالم.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter