كتب : فراس محمد
التقييم : 4.5/5
بطولة : جيوزيبي فودا ، برونو
تيمبانو
إخراج : مايكل انجلو فرمرتينو (2010)
استطيع ان ألجأ لأسلوب مخرج الفلم الايطالي مايكل انجلو فرمرتينو ،
بفلمه الخالي من اي حوار او حتى كلام ، واكتفي بوضع بوستر الفلم وبجانبه اشارة تدل
على انه فلم يجب مشاهدته , ولكن الفلم بما قدمه من صورة وتتابع بين الفصول يمكن ان
يطول الشرح عنه , هو من نوعية الافلام التي إما تبدأ بها وتنسجم معها وتستوعب
السبب الذي صنعت من اجله , وينال منك التقدير والاعجاب على بلاغة ما قدم , وإما ان
تتركها بعد بضعة دقائق , هذا من افلام اللا حل وسط .
الفلم يتناول موضوعا اجد انه من العبقرية تقديمه بالطريقة التي قدمها
مخرج الفلم , وهو دورة الحياة , وانتقال الحياة بين اربعة اشكال اساسية في قرية
ايطالية بارعة الجمال , اشكال الحياة الاربع هي الحيوان والنبات والجماد والنمط
الاكثر تطورا من الحياة , الانسان , الانتقال لا يستند على قاعدة او فكرة محددة ,
فالطريقة التي ربط فيها المخرج بين اشكال الحياة تستند على مجموعة من الاعتقادات –
قد يكون التقمص احدها - , ويعتمد ايضا على الاصطفاء الطبيعي للحياة – عشوائية
الحياة او تنظيمها وصدفها .
بائع الحليب العجوز الذي يزور الكنيسة لكي يجمع الغبار ليشربها مع
الماء مساءاً , العنزة المولودة حديثاً والتي تضيع عن قطيعها – وهنا اجمل فصول
الفلم , التي تكون بطلتها عنزة - ، الشجرة التي تتحول لزينة في احد الاعياد ,
والتي يتم قطعها لتتحول لفحم , يوزع على البيوت ليحرق ويتحول لغبار ، الفلم يتحدث
عن هذه الحلقة المغلقة بكيفية رائعة ، وباستخدام اسلوب اللقطات الطويلة ,
والانتقال السلس بين الفصول دون ان يكون هناك حاجة للنطق بكلمة واحدة , ولكل عملية
انتقال هناك ذروة .
من جمالية هذا الفلم انه يستطيع ان يروي قصة بطلها عنزة وتشعر بأن
درامية القصة لا تقل عن اي قصة اخرى , وانتقاله المميز بين نمط الراوي للنمط
الوثائقي أو الغير قصصي الذي يستعرض فيه عملية تحول الخشب لفحم , او طريقة رصده
للحوادث الغير مفتعلة التي تؤدي للانتقال بين ثنائية الموت والحياة , الكلب في هذه
الجزء كان بطلاً , فلولاه لما وقعت حادثة السيارة , ولما انتشرت الاغنام ودخلت
لغرفة بائع الحليب وتسببت بقتله .
ولكن حتى مع عدم الرغبة في ربط كل تلك الامور ببعضها , تبقى طريقة
المخرج في تصوير هذه القرية , وفي التقاط ابرز مشاهدها جمالا كافي لاستكمال الفلم
برأيي , ولكن مسايرة مخرج العمل والوصول معه لغايته يجعل من الفلم عبقرياً , ليس
مجرد كاميرا جميلة , وقرية ساحرة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق