كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 4/5
بطولة : غاري أولدمان ، إيزابيلا روسيلليني
إخراج : بيرنارند روز (1994)
سمفونية الحب الخالد ,
تبدأ بالموت و تنتهي بالحياة !
"أنها قوة الموسيقى التي
تجبرنا على الغوص عميقاً في الحالة الذهنية للمؤلف , فالمستمع لا يملك الخيار !" ، بيتهوفن يبدو
أن الكاتب / المخرج برنارد روز قام بدراسة كافية لإضفاء المصداقية على فترة معينة
من حياة الأيقونة الموسيقية الخالدة لودفيغ فان بيتهوفن , حيث قام باختيار أنتون شندلر
الصديق الأمين و مؤتمن سر المايسترو الألماني للبوح بأحد أسراره الأكثر خصوصية بعد
وفاته , السر الذي شكل حياة لودفيغ الأنسان و خفايا شخصيته في رحلة البحث عن الحب
الخالد متمثلاٌ بكوكبة من حسناوات السينما الأوربية.
لم تكن هناك موسيقى
خاصة للفلم فأجواء فيينا تمتلأ بسحر مقطوعات بيتهوفن الخالدة و
التي اختيرت لتكوين الخلفية الموسيقية بشكل دقيق جداُ لما يتناسب و الحالة النفسية
لشخصيات الفلم خلال تواتر الأحداث في مشاهد للذاكرة ، الصمم الذي أصاب بيتهوفن كان
هاجس المخرج في التقديم بأفضل حلة في أكثر من مشهد خبير , فأسبابه و نتائجه كان
لها علاقة مباشرة بتكوينه الموسيقي الذي أختتم برائعته التاسعة.
على الصعيد الفني ,
لا يمكن القول أن العمل كان كـ (أماديوس) لـ (موزارت) أو (تشايكوفسكي) لشخصه , و لكن التكامل الذي يجلبه أولدمان لـ (بيتهوفن) كان
أمراً يستحق كل الاحترام و التقدير , فهو يصور لنا الرجل الفض بكل فحشه , تهكمه
المستمر , أسلوبه الساخر و طبيعته الأنانية و لكن بالرغم من كل ذلك فهو يرسخ صورة
العبقري الفنان و الموسيقار العظيم الذي لا يشق له غبار في كل من تلذذ بحلاوة
موسيقاه على مر العصور , فما زال صدى فنه يردد "هكذا كان , هكذا مات و هكذا
سيعيش للأبد"
0 التعليقات :
إرسال تعليق