كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 4/5
بطولة : أوسي ديفز ، تشارلز إس دوتون
إخراج : سبايك لي (1996)
هذا الفلم دائماً ما
يسقط من دائرة إهتمام المعنيين بسينما المُخرج سبايك لي , رُبما
يتذكره المُحتفين بسينماه بأعمال كالرائعتين Do the Right Thing و Malcolm X أو ببعض تلك الأفلام
الوثائقية الجريئة التي جرب فيها اعتناق بعض أهم وثائقيات المضمار ، رغم أنه من
أكثر الأفلام (الشخصية) التي أخرجها من وصف يوماً بالمخرج الأسود الأهم في
تاريخ السينما الأمريكية , أكثرها تعبيراً عن فكره السينمائي , و من أهمها أيضاً.
هذه المرة ينقل المُخرج
الحي الأسود بغالبيته على متن حافلة , دون أن يلغي اهتمامه المُكثف بهوية أبطاله
في ضيق الحيز , بل على العكس هو دائم التأكيد على الهوية رغم الاختلاف من خلال
الملابس التي يرتدونها , الأفكار التي يحملونها , و الطريقة التي يتكلمون بها
فمثلاً هنالك المتطرف , المُعتدل , الوسطي , الأيدولوجي المتشدد , و المقاوم ذو
النزعة الإنسانية !
الشخصية هي ميزة
أعمال لي , قد تجلب لك الاهتمام أو تصرفك تماماً عن فحوى الموضوع , و
أسلوب المخرج في سخطه من العنصرية غير تقليدي و مُميز جداً , فهو أفضل من قدم الرجل
الأسود فيها , و تحدث هواجسه ، ما يشغل بال المُخرج فعلاً هو توحيد الصفوف , و أن
كان ما يراه شاق و شبه مُستحيل ؛ فلمه سياسي لكنه أنساني أيضاً , الراوي في أعماله
أنسان , قد يمتلك القدرة على التسامح و يكتفي بنسيان الصراع و تجاوزه , قد يكف عن
فكرة الانتقام و تصفية حسابات الماضي ، قد يدثر حرب أهلية دامية أو قد يكون هو
السبب في بدأ شرارتها !
عناصر صناعة سابقة
تخلط مواعظ (أكس) و (لوثر كينغ) بسول (جيمس براون) و راب (توباك) تجعل من (الباص) هذا أرضاً استثنائية لزرع بذور رائعة جديدة , فضلاً عن
أن تجارب لي التمثيلية السابقة تجعله أيضاً يجيد التعامل مع الممثلين ,
و يتمكن من استخراج أقصى ما لديهم من قدرات على الأداء في مشاهد لم يجبرها سكون
المكان على الهاب هذه الشرارة التي ابتدأها المُخرج و أعطاها سر الخلود .
0 التعليقات :
إرسال تعليق