كتب : فراس محمد
التقييم : 4/5
بطولة : باديما ، بيايرتو ،
فلاديمير غوستيوخين
إخراج : نيكيتا ميخالكوف (1991)
نيكيتا ميخالكوف هو واحد من اربع روس كبار
حصلوا على اسد فينيسيا , اللازمة التي بدأ فيها تاركوفيسكي شعره بطفولة ايفان
, وعودة زفياجينتسيف الكثيرة الاسئلة , تاركوفيسكي معاصر يعيد
فاوست للشاشة باسم سوكروف , ويبدو لي وإن كنت ربما مخطئ , فلم يقارب انهيار الاتحاد
السوفيتي صادر في نفس عام الانهيار من نيكيتا ميخالكوف , الروس لديهم في فينيسيا نصيب الاسد .
هذا المخرج من بين المخرجين الروس اكثرهم هوى غربي , أكثر ما شعرت من السينما
التي يقدمها هو الشعور التي تقدمه بعض افلام السينما الايطالية , ولكنه في فلمه هذا
اتجه شرقاً , اتجه للمناطق الصينية التي يقطنها المغول في الفترة التي اصبح فيها قانون
الحد من النسل ساري المفعول , الفلم يملك أكثر من عنوان عريض , ولكن قد تكون اغلبها
فرعية , هناك نوع من الصدام الطفيف بين حضارة المدينة وبدائية الريف , هناك رغبة في
اكتشاف عوالم مختلفة عن العالم الروتيني الذي يعيش فيه شخصياته , ولكن الحدث الاهم
لينيكتا كان يتعلق بمسألة الحفاظ على الخصوصية , عندما لجأ هذا
الرجل لمغول الصين لم يكن ذلك عن عبث فلهم
جذور عميقة "احفاد جنكيز خان" ولديهم القدرة في الحفاظ عليها ، هل يبدو
اللا تحضر في هذه الحالة تخلف ؟ , هل يبدو جهلاً او ابتعاداً عن مواكبة التطورات؟
, هل هناك اي رابط بين اظهار خصوصية المجتمع الريفي المغولي وزيارة الرجل الروسي الذي
يملك ماضي بدأ يندثر ؟ .
الثنائية التي كان ميخالكوف يتراوح فيها بين اظهار اجمل ما في الريف من مشاهد , وأكثر
ما في التطور من فراغ , او انعدام اهمية هي ثنائية الماضي والمستقبل , ولا أرى الفاصل
السياسي والزمني الذي قدم خلاله الفلم بعيداً عن هذا الاسقاط , روسيا بدأت تتكون خارج
الاتحاد السوفيتي نتيجة عقلية اقتصادية معينة سادت تلك الفترة , المقاربات في هذا الفلم
غير محدودة ,, كثيرة و نيكيتا عبر عنها بأسلوبه الاقرب للسوريالية , لكن الشيء المؤكد
بعيداً عن الاستنتاجات , هو ان الحفاظ على خصوصية وجذور اي مجتمع لا يندرج تحت مسمى
التخلف او رفض التطور من وجهة نظر ميخالكوف , حيث بدأ الفلم وكأن الجميع يعيش قريباً من جنته , فإن
كانت هذه بالنسبة لهم جنة , فلماذا الخروج منها , ما المبرر ؟
للفلم عنوانان , وانا افضل عنوانه باللغة الانكليزية , اما عنوانه باللغة
المغولية فله دلالات اكثر خصوصية وضيقاً , يمكنك ان تفهمها عند مشاهدة هذا الفلم .
0 التعليقات :
إرسال تعليق