كتب : محمد السجيني
التقييم : 5/5
بطولة : آن لويز لامبرت ، ريتشل روبرتس
إخراج : بيتر وير (1975)
تعود
أهميّة الجبال المُعلّقة لعام
1900 ، وتحديداً في عيد الحُب حين قامت احدى المدارس بعَمَل رحلة الى اليها ، وحينها
تم اختفاء طالبات مع واحدة من المُدرّسات بعد تسلقهن الصخور ، وكانت مأساة حقيقيّة
وأصبحت تلك القصّة مثار للتساؤلات وحقيقة ما حدث للفتيات ، ولم يعرف أحد حتّي الآن
حقيقة ما حدث ، أو حتّى ان كانت القصّة ذاتها حقيقيّة أم لا ، وهُنا بالتحديد ، وبنفس
النهج ، يصنع بيتر وير تحفته
الأزليّة .
في الواقع
هذه قصيدة شعر ، عمل سينمائي عظيم منذ لحظاته الأولى ، يخبرنا وير في البداية
باختفاء الفتيات وبعدم علم أي شخص عن حقيقة ما حَدث ، لا يجعلنا ننتظر تفسيراً مُحدّداً
لما سيحدث ، تنطلق موسيقى زامفير وتريح
الأعصاب تماماً ، بعدها يعرض بيتر وير الأحداث التي (شكّلت) الحدث
الغامض ، بينما لا يجتهد بأي حال في مُحَاولة تفسيره .
في التمهيد
يخلص وير صورة
ملائكيّة جداً لفتياته ، الزي الأبيض ، الحوار الهادئ ، الوجوه الساحرة والملامح الأخّاذة
، بعد ذلك في الرحلة يتجاوز بيتر وير تلك الملائكيّة ويذهب في امتزاج شخصيّاته بالطبيعَة
، شيء لا يُمكن تجاوزه مع وضعيّات استلقاء الفتيات على الصخور او مع مُلائمَة زي الرجَال
لألوَان الطبيعَة والأشجار حولهم ، ويذهب أبعد من ذلك في جَعل الطبيعة من أبطَال العَمل
، تصويره للحشرات والحقول والجبال فتّاك جداً يمنح الأمر دفعة شعوريّة أشبه بالحُلم
، وبصمة بصريّة لا يُمكن تجاهلها مُطلقاً تجعله واحداً من أعظم الانجازات البصريّة
التي شاهدتها على الشاشة ، ويصاحبها شريط صوت فاتن جداً لدرجة احساسي بمُلامسة ما أراه
.
خلال
رحلة صعود الفتيَات الى الجبل ، تقترب كاميرا راسل بويد من وجوه
فتيَاته بالزي الأبيض ، وخلفها الجبال في تكوين يمنحها المذاق الأسطوري ، الكادر يلتقط
الجبال من أسفل الي أعلى ، شيء يمنحها هيئة المُراقِب أو المُسيطِر علي مُجريَات الأمور
، وبعد ذلك يلتقط المشاهد لفتياته في وضع صعب ، وبأحجامهن الطبيعيّة في وسط الجبال
كتمهيد لحادثة الاختفاء بعد ذلك ، بعد حادثة الاختفاء تُصبح المشاهد أكثر قتامة عن
ذي قبل ، خصوصاً داخل المَدرسة كنتيجَة للكارثة التي حلّت ، بداية من ملابس الحداد
أو من مستوي الكادرات المنخفض والاضاءة الأقل ، سكوت ايرما مع انها
الشاهد الوحيد على الحدث و انتهاءً بموت آبليارد عند
الجبال أيضاً ، وخلال كُل مُدّة العرض لم يحاول وير لوهلة أن يشير بأصابع الشك لأي
شيء أو شخص ، هو فقط يعرض الحدَث برؤية بصريّة عظيمة جداً في رأيي تحت ادارة راسل بويد ، وعمل
موسيقي عظيم من بروس سميتن زاد
السحر البصري ، في واحدة من أعظم التجارب السينمائيّة التي عايشتها علي الاطلاق .
0 التعليقات :
إرسال تعليق