كتب : فراس محمد
التقييم : 4/5
بطولة : أليخاندرو فيريتس ،
ماغدالينا فلوريس
إخراج : كارلوس ريغادس (2002)
- لماذا تريد العودة لقريتك ؟
- اريد ان اقتل نفسي ..
الفلم الأول للمخرج المكسيكي "المتطور المستوى" كارلوس ريغادس والذي حاز عنه من كان على جائزة الكاميرا الذهبية ، أفضل اول مشاركة , هذه النوعية من الجوائز تسمح لصاحبها ان يمضي في اسلوبه وان يطوره , ومسيرة هذا المخرج في تصاعد واسلوبه يتبلور اكثر مع كل فلم .
رسام في منتصف العمر قرر العودة لقريته لإنهاء حياته , وجد مسكناً في قمة الجبل
لدى عجوز متدينة , وبقي لديها بضعة ايام رغم انها اخبرته بعدم استطاعتها خدمته او
تقديم اي شيء له , فكل ما تملكه هو بيت صخري في قمة الجبل وغرفة زوجها الميت وبضعة
حيوانات , المرأة الاكثر عمراً في القرية كانت سبباً في ان يجد هذا الرسام سبباً
يتابع من اجله الحياة , ريغادس لم يقدم فلمه ليشرح سبب قرار هذا الرسام انهاء حياته ,
واعتقد انه راهن على علم المشاهدين المسبق ان هذا الذي يريد انهاء حياته انتحاراً
لن يفعل ذلك , ولكنه اراد ان يصور عملية التحول لديه من رجل فاقد للأمل لرجل وجد
سبباً للحياة , كما عملية الولادة من جديد , بشكل غير تطهيري , هذا الفلم ليس فلماً
احتفائياً او احتفالياً بالحياة , فصنع للولادة المتجددة مخاضاً عسيراً ومؤلم , وربما
يرى في ذلك حياة بحد ذاتها .
فلم يناقش المعنى الاكثر بساطة للحياة والذي يتطلب اكثر الاساليب تعقيدا لإيجاده , فالحياة لا تتطلب أكثر من سبب واحد فقط للبقاء فيها , بينما الموت , يأتي من تلقاء نفسه بمجرد فقدان السبب , الموت انتحارا او بأي شكل آخر .
ريغادس اغرق فلمه بمناخ القرية بسماءها الملئية بالغيوم , بمزارعها ومطرها وصغارها باستخدامه البسيط للكاميرا المحمولة التي اعطت جمالا كبيرا للفلم , بمعالجته لشخصية المرأة العجوز التي لا تتوانى عن تقديم اي شيء لأي أحد , لا تفكر بالمعنى الفلسفي للحياة بل تعيشها يوم بيوم , لديها طريقتها لأن تتمسك بأسبابها لتكمل حياتها , رغم انها على شفا حفرة القبر , كلما زادت علاقتها بالرسام , كلما كان من المؤلم أكثر استمراره بالحياة , وكلما بدأ شبح الانتحار يتوارى .
فلم يدعو للتأمل من خلال مناقشة واحدة من اكثر التحولات جدلية , بين الموت والحياة , وبين شخصيتين احداهما قررت الموت والثانية لا يعني لها الموت شيئاً , بين شخصيتين نقلت احداهما للأخرى حياتها .
0 التعليقات :
إرسال تعليق