الثلاثاء، 3 مارس 2015

Japón

كتب : فراس محمد

التقييم : 4/5

بطولة : أليخاندرو فيريتس ، ماغدالينا فلوريس
إخراج : كارلوس ريغادس (2002)

- لماذا تريد العودة لقريتك ؟
- اريد ان اقتل نفسي ..

الفلم الأول للمخرج المكسيكي "المتطور المستوى" كارلوس ريغادس والذي حاز عنه من كان على جائزة الكاميرا الذهبية ، أفضل اول مشاركة , هذه النوعية من الجوائز تسمح لصاحبها ان يمضي في اسلوبه وان يطوره , ومسيرة هذا المخرج في تصاعد واسلوبه يتبلور اكثر مع كل فلم .

رسام في منتصف العمر قرر العودة لقريته لإنهاء حياته , وجد مسكناً في قمة الجبل لدى عجوز متدينة , وبقي لديها بضعة ايام رغم انها اخبرته بعدم استطاعتها خدمته او تقديم اي شيء له , فكل ما تملكه هو بيت صخري في قمة الجبل وغرفة زوجها الميت وبضعة حيوانات , المرأة الاكثر عمراً في القرية كانت سبباً في ان يجد هذا الرسام سبباً يتابع من اجله الحياة , ريغادس لم يقدم فلمه ليشرح سبب قرار هذا الرسام انهاء حياته , واعتقد انه راهن على علم المشاهدين المسبق ان هذا الذي يريد انهاء حياته انتحاراً لن يفعل ذلك , ولكنه اراد ان يصور عملية التحول لديه من رجل فاقد للأمل لرجل وجد سبباً للحياة , كما عملية الولادة من جديد , بشكل غير تطهيري , هذا الفلم ليس فلماً احتفائياً او احتفالياً بالحياة , فصنع للولادة المتجددة مخاضاً عسيراً ومؤلم , وربما يرى في ذلك حياة بحد ذاتها .

فلم يناقش المعنى الاكثر بساطة للحياة والذي يتطلب اكثر الاساليب تعقيدا لإيجاده , فالحياة لا تتطلب أكثر من سبب واحد فقط للبقاء فيها , بينما الموت , يأتي من تلقاء نفسه بمجرد فقدان السبب , الموت انتحارا او بأي شكل آخر .

ريغادس اغرق فلمه بمناخ القرية بسماءها الملئية بالغيوم , بمزارعها ومطرها وصغارها باستخدامه البسيط للكاميرا المحمولة التي اعطت جمالا كبيرا للفلم , بمعالجته لشخصية المرأة العجوز التي لا تتوانى عن تقديم اي شيء لأي أحد , لا تفكر بالمعنى الفلسفي للحياة بل تعيشها يوم بيوم , لديها طريقتها لأن تتمسك بأسبابها لتكمل حياتها , رغم انها على شفا حفرة القبر , كلما زادت علاقتها بالرسام , كلما كان من المؤلم أكثر استمراره بالحياة , وكلما بدأ شبح الانتحار يتوارى .

فلم يدعو للتأمل من خلال مناقشة واحدة من اكثر التحولات جدلية , بين الموت والحياة , وبين شخصيتين احداهما قررت الموت والثانية لا يعني لها الموت شيئاً , بين شخصيتين نقلت احداهما للأخرى حياتها .


0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter