كتب : محمد السجيني
التقييم : 2.5/5
بطولة : بنيديكت كامبرباتش ،
كايرا نايتلي
إخراج : مورتن تيلدم (2014)
في الحقيقة لا أستطيع
أن أصف حقيقة مشاعري بعد انتهاء مُشاهدتي لهذا الفيلم ، هل هي احساس بالخيبة ؟ أم
بالغضب ؟ أم حتى بقصور في الفهم واستيعاب ما حدث ؟ لكن الخليط من هذه المشاعر
جميعاً عاش طويلاً حتي بعد أيّام من مُشاهدتي له ، هذا الفيلم هو خيبة الأمل
الكُبرى هذا العام .
الفيلم المأخوذ من
سيناريو لجراهام مور ، مٌقتبس من سيرة آلان تورينج التي كتبها اندرو هودجز أستاذ
الرياضيّات المشهور ، يعرض أحداثاً صُنّفت سريّة لمُدّة خمسين عاماً ، بطل هذا
الأحداث هو آلان تورينج عالم الرياضيّات والمعروف بعبقريته في جامعة كامبريدج
، تُكلّفه الحكومة البريطانيّة مُهمّة فك رموز الشفرة الألمانيّة انجيما و يرفض
هو التعاون مع الفريق المُكلّف معه ، يُصر علي اختراع آلة جديدة وتتوالى الأحداث
حتى يتعاون معه الفريق بعد انضمام كيرا نايتلي وينجح الفريق في فك الشفرة .
مشكلتي مع هذا الفيلم تتلخّص في العديد من النقاط ، أوّلها هو طريقة السرد نفسها ، لماذا تنتقل الأحداث الي الماضي ثم تعود الي الحاضر ثم تعود الي ماضي آخر ، هذا الانتقال لم يكُن مُفيداً بأي حال من الأحوال ولم يُضف الحيويّة المُعتادة في مثل هذه الحالات الى أجواء الفيلم ، كل ما فعله هو خلق احساس بالتشتُّت و التوهَان و ضياع حالة التوريط المُفترض أن أشعُر بها أثناء المُشاهدة .
الجُزء الآخر هو غياب
التمهيد ، اعتمَاد الفيلم علي الافتراض وليس على الخَلق ، شيء جعَل شخصيّات الفيلم
جميعها أشبه بآلات ، ردود أفعالها جميعًا تأتي من السيناريست نفسُه ، ما الذي يدفع
آلان الى الموافقة على العمل ؟ وما الذي يدفعه للإصرار
ومُخاطبة تشرشل نفسه ؟ قصّة الحُب المُفاجئة بين آلان وجان تدور علي
السطح جداً ، اكتشاف الجاسوس السوفيتي ومعرفة القيادة البريطانيّة بذلك ، ثم
مَعرفة أن آلان شاذ ، المُشكلة حتّي ان شخصيّة آلان نفسها غير واضحَة
المعالم بشكل جعلني أثناء المُشاهدة اتعجب من ردود فعله وخصوصاً في النصف الثاني
من العمَل ، ولو تجاوزنا كُل ذلك فأنا لم أستطع بأي حال من الأحوَال التكيُّف مع
حقيقة ان كُل الطاقم في البدايّة كان عدوانيّاً وفجّاً ثم انقلب في لحظة الى جانب
آلان وتعاونوا معه .
كُل هذا لم يقف بجانبه
سوى آداءٍ جيد من بندكت كامبرباتش و ماثيو جود ، باقي الأداءات مُفتعلة وغير مقبولة ، وبالخصوص كيرا نايتلي و
تشارلز دانس ، هذا الفيلم مثل نظيره البريطاني في نفس العَام ،
محاولة استغلال سيئة للشخصيّة المُقدّمة من خلاله ولظروف الزمَان والمكَان لكنّها
برأيي لَم تُقدّر عقليّة المُشاهد ولم تُحسن ضبط ايقاعها لجعل المُشاهد يتورّط في
الأحداث .
0 التعليقات :
إرسال تعليق