كتب : فراس محمد
التقييم
: 4/5
بطولة
: جيمس تايلر ، وارن أوتس
إخراج
: مونتي هيلمان (1971)
من نوعية الافلام التي تريد ان تلتقط وتجسد
أكبر قدر ممكن من تفاصيل ومعالم الفترة التي أتت منها كما في تحفتي دينيس هوبر و فيم فندرز Easy Raider – Kings of the Road , العقلية التي سادت تلك الفترة , الأغاني السبعينية
, والسيارات في تلك الفترة , السيارات كانت انعكاس لشخصية سائقها لأنها كانت الشيء
الوحيد الذي ينتمي إليه , سيارات لها شخصية و كاريكتر , مصنعة ومعدلة لتلائم نمط الحياة
التي يعيشها رجل لا ينتمي سوى للطريق , المكان الوحيد الذي يجد فيه نفسه وهي الشيء
الوحيد الذي يمكنه من الشعور باللا سببية , واللا انتماء , والتغيير الدائم لدرجة ينعدم
فيها اي مظهر من مظاهر الاستقرار او البحث عن سبب للحياة او التفكير بالمستقبل , المستقبل
بالنسبة لهؤلاء هو شيء يريدون اكتشافه دون تخطيط .
الفلم يقدم شخصيات لم يعد تعنيها اسماء الاماكن
و لا حتى اسماء الشخصيات , الفلم لم يأتي على ذكر اسم اي من شخصياته , هي تشبه بعض
شخصيات فلم كورنينبرغ الذي صورها بتطرف أكبر في فلمه Crash , حيث ركز على هوسها بالسرعة
, وادمانها للخطر , ليتحول لديها للذة , مونتي هيلمان مخرج هذا الفلم لم يكن يرغب في الغوص بأسباب ما تقوم
به بقدر تصويره للطريقة التي تعيش بها بالانتقال من طريق لطريق ومن سباق سرعة لآخر
ليس على شكل تحديات اثبات الذات بل لعيش الحالة التي ينتمي لها .
مونتي هيلمان المخرج الذي شارك جاك نيكلسون في
بداياته اوائل الستينات , ويمكن اعتباره مكتشف هذا الممثل الكبير , فلمه يمتلك شخصية
فريدة , تبرز في صمت شخصياته وغموضها , في اصوات المحركات وزئيرها , في تصويره للريف
كمحطة للعبور , في تقديمه لهذه المقارنة بين شخصيتين احداها تعتبر الطريق ومحرك سيارتها
نمط للحياة وبين شخصية اخرى اتبعت هذا النمط وكأنه موضة , بين شخصية لا تعرف ما تريد
وبين شخصية لا تفكر إلا بالاستقرار والتحدث مع عابري الطريق وتخطي مشاكل ماضيها , بين
شخصية صامتة واخرى ثرثارة , وسيارتها تعبر عنها , سيارة سريعة جاهزة غير معدلة لا تحتاج
إلا للدوس على البينزين لتعيش هذه الحالة حتى الأغاني التي تستمع لها , وبين شخصية
لا ماضي واضح لها , لا مستقبل واضح لها , سيارتها تم بناءها بشكل يدوي تشبه الانتيك
.
خصوصية الفلم تأتي من رغبة الفلم في تقديم حجم
اللانتماء والعزلة التي تعيشها هذه الشخصية , في عدم وجود حدود أو حواجز , تخطت مكانياً
وزمنياً كل شيء ثابت وجامد ومخطط له ونهاية الفلم الرائعة التي اتلف فيها بكرة شريط
الفلم , قد تدل على مصير شخصيات من هذا النوع , او على عدم تراجعها عن نمط الحياة التي
تعيشه , او في عدم وجود ما يستحق العيش من اجله لهذا السبب لا شيء افضل من دواسة الوقود
وصوت المكابح .
0 التعليقات :
إرسال تعليق