كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 3.5/5
بطولة : آيكو أويس ، يايان روهيان
إخراج : غاريث إيفانز (2014)
بالرغم من كونه يبدو مولعاً بأفلام الفنون القتالية كما عهدنا نصوصها
بين يدي أفضل من قدمها ، مثيل جون وو مع بعض
من التحف الهوليوودية و سواها التي تركت الأثر في مخرجي الأجيال التي تبعته , إلا
أن غارث أيفانز يصنعها بطريقة لا يمكنك أن تمقتها أو تنتقصها بل
تعدك , حتى , بأنك ستخرج بعد المشاهدة و أنت تصرخ بكونك وجدت فلم الصنف الأكثر
أثراً منذ مطلع الألفية الجديدة .
على الرغم من سيناريو (صعود السُلّم), كما أحب تسميته , الذي عهدناه منذ الصغر حيث
هناك (الجيد) و (الشرير) و من بينهما ثم غلبّة الأول على الاخير فإن عدم الراحة
التي تفرضها عليك أعمال أيفانز و أنت تجلس على حافة الكرسي دون أن تتملكك أدنى رغبة في
الإستطلاع السريع لمكالماتك الفائتة أو ادخال يديك في كيس الفشار حتى جزئية لا
يمكن تجاهلها عند الحديث عن هذا العمل !
في هذه الثنائية التي كتبها , أخرجها , و تولى مونتاجها أيفانز بنفسه
فضلاً عن مشاطرته شركة الإنتاج , أسوة بتارانتينو , التي تحمل أسم أولى أعماله المُهمة Merantau، هناك أخلاص واضح تجاه
أزالة حاجز التصنيف السينمائي و العبور الى فئة أخرى عندما يُقرر الجميع صُنع
مواجهة حقيقية تبقى في البال طويلاً و تجعلك تتناسى أي شئ آخر عندما ينتهي الفلم ,
فضلاً عن توفير البيئة المُلائمة لتوليد العنف السادي و الكيفية المُناسبة للقيام
به بذات الطريقة التي كانت تجري قبيل ابتكار (سامويل) للـ (كولت) الذي
حمل اسمه فيما بعد!
من الجيد أن يستثمر أيفانز نصاً أقوى و رؤية أعمق في قصة الغارة
الأندنوسية التي شنها قبل عامين ؛ نغمة الإثارة التي يلعب عليها المُخرج , و النفس
الفني العالي الذي يتمتع به رجحت كفة ميزان تقديم مؤثرات بصرية حقيقية Live
Action و ليست مولّدة حاسوبياً CGI، و صبت في خانة صناعة فلم
فنون قتالية براق بالفعل خصوصاً مع نصف الساعة الأولى التي أستهل بها دخول الحدث
الجديد ، أحداث الفلم تبدأ من حيث ينتهي الأول , الأمر الذي يجعل احتمال اتباعه
بجزءٍ آخر وارداً و منفياً في آن واحد ؛ "لا, لقد نلت كفايتي" كما جاء على لسان
بطله كحسن خاتمة !
0 التعليقات :
إرسال تعليق