كتب : فراس محمد
التقييم : 4.5/5
بطولة : فاطمة شراج آخر ، حسن نبهان
إخراج : مرزيا مخملباف (2000)
مع وصول حواء لسن البلوغ تــُهدى قماشة , تستخدمها كحجاب , كانت قبل
البلوغ يستعمله الصبية كشراع لقواربهم .
تخف شيئا ما رغبتي في مشاهدة الافلام التي تتحدث عن حقوق المرأة خصوصا
السينما الايرانية والافغانية منها , مالم يكن اسم المخرج خلف الكاميرا سميرة مخملباف
, لأنها ثيمة تحولت مع الوقت لسينما نمطية في أسلوب معالجة هذه الافكار , واغلب
الافلام دون المستوى التي شاهدتها كانت تناقش حالات خاصة واستثنائية تفشل عند
التعميم وتفتقد للاقناع او المعالجة الصحيحة , كدائرة جعفر بناهي ,
او نساء بلا رجال لشيرين نشأت , رغم انه في بعض الأحيان تقدم لنا
هذه الثيمة افلام كبيرة , كتسلل بناهي و قندهار مخملباف و اسامة الفلم الافغاني الحاصل على الغولدن غلوب .
هذا الفلم تجاوز مشاكل هذا النوع من السينما , وهو من توقيع ضلع آخر من اضلاع العائلة المبدعة – مخملباف – مرزيا زوجة مخملباف قدمت نسوة تستطيع كل واحدة منهن ان تختصر كل النساء , كل النساء التي قصدتهم , تحت ظروف وواقع خاص محاط بفكي كماشة , دين متشدد قمعي , ومجتمع مختلف , مرزيا خلقت لوحات لا تروي قصص لشدة رمزيتها , ترغب في الوصول للعمق وبأقل زمن ممكن بشخصياتها المركزة والتي تعبر كل منها عن فئة عمرية .
قبل ساعات من بلوغ النضج , تُرسم اول ملامح تحول المرأة لجسد , برضاها
, المرأة في هذا الفلم ضحية نفسها بأن ترضى بألا تكون أكثر من جسد تحت قماش , وإن
تجاوزت هذه الجزئية , تكون مرزيا قد انتقلت لقصتها الثانية التي تحوي دعوة صريحة للثورة ,
على الدين القامع وعلى تسلط الذكر وعصاه برضى مجتمعي وإلهي ظالم , وتكمل سباقها ,
في لوحة لا تهدأ فيها الكاميرا تتنقل بين وجه آهو ذو التعابير
العنيدة وطريقها الذي ظهر وكأنه طريق حياة في سباق يجب ان تنتصر فيه, وإلا فأنها
ستتحول لحواء اخرى .
في البداية تسلب حريتها تحت قطعة قماش , وتُسرد "بأبغض الحلال"
, وربما تسترد ايضاً بأبغض الحرام , عند نقاش الحرية التي تتحدث عنها مرزيا تبدو
التصنيفات الدينية تافهة , لا هدف لها سوى الحد من الحرية بأدنى درجاتها .
حورا ثالث صفعات مرزيا
تجاوزها العمر , وعندما ابتسم الحظ في وجهها , تذكرت كل شيء , كل شيء إلا نفسها ,
المرأة التي كانت ضحية نفسها في "حواء" اصبحت والتضحية تحصيل حاصل , لم تعد تشعر حورا أن عليها
استرداد شيء , السجن اصبح واقع غير مرئي , غير مزعج , مخرجة هذا العمل صاحبة الحس
البصري العالي والكوادر الذكية التعبيرية بشدة وتركيز عن افكار كثيفة , تحمل حواء أسلوب
الحياة التي عاشته أو ستعيشه , تحمل الدين مسؤولية ضيق الافق الذي يرى من خلاله آهو , وتحمل
المجتمع معضلة حورا التي فقدت كل شيء في اللحظة التي امتلكت فيه الحظ .
0 التعليقات :
إرسال تعليق