كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 3.5/5
بطولة : جيني سليت ، جيك لاسي
إخراج : جيليان روبسبير (2014)
كم هو منعش أن نشاهد عملاً مثل هذا كل عام , العام الماضي حلّت بهجة
مماثلة مع Frances Ha؛ مُشابه في كونه أغفل
مُعالجة الأحداث عمداً نحو خلق حميمية أكثر تأثيراً , تجاهل تطورها المعهود من أجل
إضفاء مصداقية على شخصياته المُتناقضة , و مشابه حتى في رسم الأطر الخارجية لشخصية
مُشابهة لتلك التي قدمتها غريتا غيروغ ؛ و لذا و رغم كون كل شيء فيه تقليدي, ألاّ أنه
يبدو غير تقليدياً ! ، نعم , بمقدورك توقع بعض من مجريات الفلم ضمن الربع ساعة
الأولى منه , لكنه لن يكف عن بث نفحات عطرة من الذكاء و الإمتاع طوال مدة عرضه القصيرة
نسبياً .
جيني سلايت , في بطولتها
السينمائية الأولى , تمتلك خامة نجمة , حيوية تُحب أن تلتقطها الكاميرا , و
تعبيرية لا يمكنك أغفالها أو الحد منها ؛ كاتبة الشخصية )مخرجة العمل أيضاً)
تستغل معرفتها بـ (سلايت) , ترسم شخصية تشبهها في الواقع (ستاند-أب كوميديان)
و تجعل من مُهمة التوحد مع الكاريكاتر يسيراً عليها ، هذه أحد الأداءات التي تحكم
بجودتها من اللحظة الأولى التي تُطل علينا فيها سلايت بأولى
دُعاباتها .
الفلم لا يمتلك تيمة رئيسية يستند أليها , لا ننتظر منه علاقة نمطية
لنوع الـ (روم كوم) الذي يندرج في خانته , ننجذب لشخصياته دون الحاجة لأن
نُعجب بها في المقام الأول و نتفهم دواخلها دون الحاجة لأي استفزاز عاطفي أو
وجداني حتى ؛ لو كان الفلم يتناول موضوعاً مُحدداً , (الإجهاض) كما جاء في الإشارة
أليه أبان عرضه في سندانس الماضي , فهو عن
الصراع بين الطفل الذي في داخلنا و البالغ الذي نحن عليه ، بين أن (ننضج كما نُريد و قتما
نُريد) و (ننضج كما يجب أن نكون وقتما يُريدون) !
تجارب مثل هذه ليست بجديدة على السينما الأمريكية المُستقلة , هناك
موجة جديدة تدعو جميع من يمتلك الموهبة لاستغلال أقل قدر من المال في صنع أكبر قدر
من التأثير , و هذا العمل المُستقل هو أحدها بكل تأكيد .
0 التعليقات :
إرسال تعليق