كتب : محمد السجيني
التقييم : 4.5/5
بطولة : مايكل فاسبندر ، دومنهال
غليسن ، ماغي جيلنهال
إخراج : ليني آبراهامسن (2014)
بشكل أو بآخر ، هذا هو Short Term 12 العام المَاضي ، ولا
أقصد هُنا الحديث عن الثيمة نفسها ، لكن نوعيّة الأفلام الغير مُقدّرة جوائزيّاً ،
لكنّها مُمتازة وقريبة جداً من قلوب مُشاهديها
.
الفيلم الرابع في مسيرة ليني ابراهامسون يحكي قصّة شاب يُدعي جون يعمل في وظيفة
روتينيّة ، لكنه مُهتم بالموسيقي ويسجّل يوميّاته علي مواقع التواصل الاجتماعي تويتر و يوتيوب ويواظب
علي ذلك ، يتعرّف بالمُصادفة علي شخص يفتح له باباً للانضمام الي فرقة روك كعازف ،
يسافر معهم لتسجيل ألبوم والتدريب علي ذلك ، مع الوقت تكتشف واحدة من أعضاء الفرقة
ان جون يتحدث عنهم على مواقع التواصل ، وترفض اقتراحه وقناعته
بأنهم سيصبحون مشهورين يوماً ما ، وتحاول اقناع فرانك ، مُطرب الفرقة
وصاحب الرأس المُزيَّف والعادات الغريبة ، برفض ذلك أيضاً .
جُزء من تقديري وحُبي للفيلم يكمُن في مِقدار المُفارقة التي يصنعها
بين جون و باقي أعضاء الفرقة ، جون في الفيلم هو شخصيّة المُشاهد
بلا شك ، شاب يعمل عملاً روتينياً ، لديه شغف مَا ، ويُصر علي الثرثرة علي المواقع
الاجتماعيّة ، لكن أعضاء الفرقة واجهوا الواقع وصورتهم الآن هي ما فعله بهم
المُجتمع ، صُورة عظيمة جداً عما تفعله المُجتمعات الحديثة بالانسَان ، والمُميّز
ان الفيلم يتلاعب بنا ، المُشاهد لا يستطيع أن يجزم بوضوح بماهية تأثير جون عليهم
سواء كانت ايجابيّة أو سلبيّة ، ويخرُج من الفيلم غير عالم فعلاً بمن هو المريض
النفسي ، هل هو فرانك ورفاقه ؟ أم هو جون و مُشاهدي الفيلم ؟ ، وعلي صعيد آخر ، لم يدخل الفيلم في
متاهات لشَرح ما وقع علي أعضاء الفرقة ليجعلهم بهذا الشكل ولم يتوّرط في
ميلودراميّات قد تخل بإيقاعه - المضبوط جداً - وربما يجد فرانك جون آخر بعدما
تركهم ورحَل ، هو فيلم عنّا بكل ما نحمل من لحظات عاديّة ولحظات انتصار و خيبة ،
عن عواقب المَاضي وخوفٌ ثقيل من المُستقبل ، وبالطبع يتضمّن الفيلم اشارات عن فرق
الروك وقصص تأسيسها وانهيارها .
أداءات الفيلم مُمتازة جداً ، وأذكر بالخصوص أداء فتاك من فاسبندر
يستحوذ به علي انتباه المُشاهد منذ بداية الفيلم برغم الرأس المُزيف الباعث علي الضحك
في اللحظات الأولي من الفيلم ، ماجي جلينهال تتألّق في دور الشخص المُتسلّط وحاد الطباع والتي
لا يُمكن ان تسير الفرقة بدونها ، كان عاماً سينمائيّاً
مُمتازاً ، وربما تنتهي مُشاهداتي فيه ويبقي هذا الفيلم هو الأقرب الي قلبي بين
كُل الأفلام العظيمة التي شاهدتها فيه .
0 التعليقات :
إرسال تعليق