كتب : فراس محمد
التقييم
: 5/5
بطولة
: ميلينا درافيتش ، آيفيكا فيدوفيتش
إخراج
: دوشان ماكافييف (1971)
لا يمكن ان تكون قد شاهدت شيئا كهذا من قبل
, هذا الفلم يملك من العمق والتحدي والتجديد ما يجعله فلماً اصيلاً غير قابل للتقليد
, ومن الصعب ان تحيط بكامل افكاره رغم احساسك بارتباطها بكل شيء .
المخرج اليوغوسلافي دوشان ماكاييف كما في فلمه Sweet Movie ينظر للشيوعية و الرأسمالية على أنها وجهان لعملة واحدة , ينظر للاشتراكية وللحلم الاميركي وكأنهما ستاران يغطيان نفس الافكار , ولدى ماكاييف طريقته الخاصة والمذهلة في التعبير عن هذه الافكار .
في هذا الفلم المقتبس من وثيقة فلسفية لمساعد
فرويد الاول النمساوي ويلهام رايخ الذي كان شيوعياُ قبل ان يهرب من النظام الستاليني
لأرض الحرية اميريكا ويتحول لمناهض للشيوعية حينها اعتبرت الحكومة الاميركية كتاباته
عن الجنس والنشوة الجنسية جريمة شيوعية وقامت بتدمير كل كتبه وحاكمته قبل أن يموت في
السجن .
سأقوم بنقل افتتاحية الفلم لأنها تشرح الكثير
وتلمس جانباً من العمق الذي يريد دوشان ماكاييف الوصول له من خلال تناوله لشخصية ويلهام رايخ الذي
قيل عنه , انه ساعة وفاته اتخذ العالم الاتجاه الخاطئ ، هذا الفلم في جزء منه هو استجابة
شخصية لحياة وتقنيات الدكتور ويلهام رايخ ، دراسة
انعكاسات النشوة الجنسية للمساعد الاول لسيغموند فرويد , رايخ اكتشف ان طاقة الحياة تكشف الجذور العميقة للخوف من
الحرية ومن الحقيقة والخوف من الحب لدى الانسان المعاصر .
كان رايخ طوال حياته ضد الاباحية في الجنس وفي
السياسة , كان يؤمن بالعمل الديموقراطي في المجتمع بالاعتماد على حرية العمل والحب .
استمتع
اشعر
اضحك
والاغنية التي اختارها للأفتتاح تقول :
من يحمينا ممن يحمينا
من يحاكم قاضتنا
من يوجه من يوجهنا
من يحرر من يحررنا
من اختار العبودية هل هو عبد
واسلوبه الرائع في توظيف اغنية اقتل اقتل من اجل السلام
هذا الفلم يضغط على جروح مجتمعية وسياسية وجنسية
تتخذ شكلها السري والكتوم على شكل نفاق اجتماعي , الرجل ينظر للجنس ويعيد صياغته من
خلال تقديمه لمفاهيم الجنس ضمن مناخ رأسمالي وآخر شيوعي , من خلال نماذج ترى في الجنس
المجاني طريقة لتقليل الجريمة في المجتمع ولإنشاء جيل صحي , وذلك من خلال رؤية تربط
بين السرطان والفاشية , التحرر والاحباط الجنسي المرتبط بكل شيء , اسلوبه الذي مزج
بين الوثائقي والقصصي تقدم الكثير من الافكار , وتنفذها بشكل غير مباشر , دقيق وصادم
اعتقد انه يتشارك في بعض افكاره مع فلم بيرتولوتشي Last Tango in Paris .
وبالنهاية اعتقد ان اي مراجعة عن الفلم غير
قادرة على التعبير عما عبّر عنه الفلم من الاساس , تعليق (لا تعليق) على
الفلم قد يكون أكثر جدوى من فتح مجال النقاش حوله , دوسان ماكاييف قدم تلك
النوعية من الافلام التي تزلزل مشاهديها بالأوجه الحقيقة او الخديعة , بكمية النفاق
والتناقض والكذب الذي يعيشه العالم او تقدمه الأيديولوجيات , وهو كما وصفه روجر ايبرت , هو
مخرج ليس ضد الشيوعية , هو ضد السلطة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق