كتب : محمد السجيني
التقييم : 4.5/5
بطولة : سام رايلي ، توبياس موريتي
إخراج : أندرياس بروخاسكا (2014)
الانتقام وجبة يفضل
أن تقدم باردة) مثل انجليزي قديم)
الفيلم انتاج الماني / نمساوي ، كتب السيناريو مارتن امبروش
واندريا بروتشاسكا عن رواية للكاتب توماس ويلمان ،
واخرجه اندريا بوتشاسكا يحكي الفيلم قصّة رجُل غريب - يقوم بدوره سام رايلي -
يتوقّف في بلدة بعيدة وسَط جبال الألب في الشتاء ، ويطلب من أهل البلدة أن يظل
معهم حتّي انقضاء الشتاء ، يدّعي انه مصوّر فوتوغرافي قادم من أمريكا ، لكن يتّضح
انه قد جاء لينتقم من أسرة تفرض سيطرتها التامة علي القريَة .
الحديث عن حبكة الفيلم هُنا سهل جداً ، افتتاحيّة جذّابة جداً ، تصاعد
بطيء للأحداث واعداد المُشاهد لما سيتحقّق بعد ذلك ، وصلة انتقام دمويّة بنكهة افلام
الويسترن الامريكيّة ، مشهد (فلاش باك) ذكّرني بتحفة ليوني العظيمة Once
Upon a Time in the West ونهاية مُعتادة
للغريب الذي يُحقق انتقامه ويرحل من القريَة في سلام ، ما ذكرته هُنا
سيعتبره البعض من مساوئ الفيلم ، وسيعتبره البعض من جماليّاته ، وبغض النظر عن
اسباب كُل فريق ومدى صحّة كل منهما ، أنهيت الفيلم وخرجت من قاعة السينما وأجد
نفسي مّمن أحبوا الفيلم وصفقوا لمُخرجه ، ذلك الذي اعتاد أن يُوصف في بلاده بمُخرج
(صنف) ، صنع قبل ذلك سلسلة أفلام رُعب بنكهة هوليوود ، والآن
يصنع فيلم ويسترن في جبال الألب !!
قلّة من المُخرجين من لديهم رؤية واضحة لظروف البيئة التي يُصنع فيها الفيلم
، فما بالك برجُل يُقدّم فيلم ويسترن هوليوودي - اعتدنا أن يُقدم في الصحراء
والمساحات الشاسعَة والشمس الحارقة والمعارك النهاريّة - في جبال الألب وسط الثلوج
والمساحات البيضاء الشاسعَة ! ، هذه الجُزئية بديعة جداً و راقتني بشدة بغض النظر
عن أي شيء آخر .
صحيح ان الفيلم يعيبه عدم تطوّر شخصياته وتوقع أحداثه ورتابتها ، فبعد
أن يقتل الغريب ثاني الضحايا ستعلم جيداً في أي مُنحني يسير الفيلم ، والرجُل هنا
لا يتمادى ولكن يضبط ايقاعه ويُقدم اثارة مُحترمة نعيش معها رغم علمنا بما سيحدث ،
اثارة اعتمدت بشكل اساسي علي موسيقي تتصاعد في الخلفيّة أو زوايا حركة مائلة مع
ضبابية في الصورة .
وبعيداً عن الاثارة يُقدّم الفيلم انجازاً بصرياً من اجمل ما شاهدت
هذا العام ، يستغل البيئة التي يُقدم فيها الفيلم ويخلق حالة تُجبرك علي الانغماس
في تفاصيله وكادراته الواسعة ، سام رايلي يُقدم أداءً مُتماسكاً و تحيّة الى كلينت ايستوود
في أفلام الويسترن القديمة ، باقي الآداء التمثيلي جيد الي حد بعيد .
في المُجمل الفيلم مُهم ، قدّم توصيفاً جديداً لأفلام الويسترن
بقوالبها المُعتادة ، تذكّرت حين شاهدته فيلم ليوني Once
Upon a Time in the West وبالنسبة لي هذا شيء
كافي لأحبّه .
0 التعليقات :
إرسال تعليق