كتب : فراس محمد
التقييم : 3.5/5
بطولة : ماركو ليوناردي ، لومي
كافازوس
إخراج : ألفونسو آرو (1992)
مكسيكيون في كل مكان ، السينمائيون المكسيكيون حالياً يقدمون سينما مهمة
, واسماء مهمة في مختلف النواحي السينمائية , حفل الاوسكار الماضي كرم نصف رزمة منهم
كمؤثرات و سينماتوغرافيا و اخراج , اغلب من نال جائزة عن فلم كوارون كان يتحدث
الانكليزية بنكهة لاتينية , في كان العامين السابقين كان هناك متوجين مكسيكيين في فئة
الاخراج - كارلوس ريغادس و ايميت اسكيلانته - وآخر ينال جائزة افضل فلم في تظاهرة نظره خاصة
, هذا إن لم نحتسب ما يمثله اليخاندرو غونزاليس ايناريتو من ثقل سينمائي .
شريكان مكسيكيان آخران كانا يقدمان سينما أكثر تقليدية وبساطة , ولا تقل
تقنياً وبصرياً عما نراه حالياً , السينماتوغرافر ايمانويل لوبيزكي , والمخرج
الذي يستطيع ان يستغل كل ما يحمله نمط الحياة اللاتينية من رومانسية , كالماء للشوكولا
, و مشوار بين الغيوم في اميركا وبرفقة نفس المخرج الفونسو آرو .
هذه النوعية من الافلام , الرومانسية التقليدية , او الرومانسية الفاقعة
ليست المفضلة لدي , لكن تقديمها في هذا الجو اللاتيني تصبح أقرب ، ومن السهل تقبلها
, لغة الفلم كانت اللاتينية , وهي كما قال ويس اندرسون في فلمه Rushmore انها آخر
اللغات الرومانسية , و برفقة سينماتوغرافيا شاعرية ، شاعرية بشكل مبالغ فيه ، تصبح
قطعة الشوكولا التي يمثلها هذا الفلم شديدة الحلاوة رغم ما تحمله من مرارة ، لا يمكن
للرومانسية ان تولد وتغطي كل أجزاء الفلم دون خطر , دون عوائق وحواجز ، دون تقاليد
الحب المحرم , والفلم كان يتخذ من تقاليد عائلة مكسيكية كل المبررات ليزيد من جرعة
الشوق الذي يعيشه طرفا الحب في هذا الفلم .
الفتاة الاخيرة في العائلة محرومة من الزواج لأن عليها رعاية والدتها إلى
اليوم الذي تموت فيه فتصبح حرة ، نوعية افلام ما قبل النوم , التي تحمل من العواطف
ما يؤجج قصة الحب البريء والنقي ، لكن لا حبكة الفلم ولا مقدار التعاطف مع شخصياته
هي الأهم , بقدر مقدار البهار الذي يجب اضافته ، و متى يجب اضافته ، و آرو يبدو خبيراً
في طبخ هذه النوعية من الافلام على نار هادئة , فكان يعمل بيدين اثنتين , يد يحرك فيها
قصة الحب ويؤججها , و يد أخرى يضع العوائق والحواجز ويزيدها صلابة , ويزيد طبقاتها
, ويطورها , ليتحول في النهاية الفلم من قصة حب ليصل لمرحلة الحب المحرم , الثمرة المحرمة
.
حالة الفلم و أجواءه هي التي جذبتني , و أسلوب المخرج في رصد الشوق و حرارة
النظرات ، و وضع المقارنات بين تيتا (الفتاة التي نتحدث عنها) واخواتها , أحدهما التحقت بالشاب
الذي تحبه , وقادت الثورة ، وهي اكثرهن سعادة , و أخرى لم تخرج عن طاعة التقاليد ,
و كانت الأكثر تعاسة .
يُذكر الفونسو آرو , بفلمه الآخر الذي قدمه في أميركا برفقة أنتوني كوين و
كيانو ريفز , وهو ليس بالفلم المميز ، لكنه استطاع نقل الجو اللاتيني
، و أجواء رائعة تحفر في الذاكرة لطريقة صناعة الخمر على الطريقة اللاتينية ، هذا المخرج
شاعري جداً ، ولكن على طريقة الشعر التقليدي الحالم .
0 التعليقات :
إرسال تعليق