كتب : محمد السجيني
التقييم : 5/5
بطولة : هوغو ويفنغ ، ناتالي
بورتمان
إخراج : جيمس ماكتيغ (2006)
يحكي الفيلم عن الشخص الغامض المُقنع الذي يسعى إلى تغيير الواقع
السياسي في الدولة و في الوقت نفسه يسعى للثأر ، يرتدي طوال الفيلم قناع الثائر
البريطاني جاي فوكس الذى حاول اسقاط نظام الملك جيمس الأول ، والبطل
يحركه ثأر شخصي من تحويله الي مسخ نتيجة لتجارب مُحرّمة ، وفي الوقت نفسه يسعى
لإسقاط النظام السياسي في الدولة من خلال إثارة الشعب لإتخاذ موقف ثوري من النظام
وفساده ، يعرض العمَل قصّة
انتقامه من الحكومة في زمن ضاع فيه الوعي و التفكير ، قصة فكرة تعيش وراء قناع V
، النص لا يهتم مُطلقاً بكشف شخصيّة V ، بل بالفكرة التي ولدها و
التي أنكرها الجميع .
في كُل مرّة اشاهد العمل فيها لا استطَع تجاوز تشابهه مع واقع الثورات
العربيّة ، الجميع خائف ، والاعلام يُزيّف كعادته ، والساسة لا يهتمون سوى بالمكاسب
، تقول إيفي لـ V "هل تعتقد انه تدمير مبنى
مثل البرلمان سيغير العالم ؟" ، فيرد عليها "البرلمان مبنى ، و المبنى رمز ، و هذا الرمز يتّخذون فيه قوتهم".
فيلم V for Vendetta مَلحمة ثورية تُحاكي
في العديد من تفاصيلها واقع الثورات العربية ، إلى درجة لا تصدق أحياناً ، كما في
مشهد مقتل الطفلة على يد عنصر الأمن وطريقة تعاطي وسائل الإعلام مع الأحداث وآليات
انكسار جدار الخوف ، إنه رؤية عالمية كاشفة لبنية الأنظمة الاستبدادية واستشراف
لكيفية انهيار هذ الأنظمة وانبثاق غد الحرية
.
الفيلم هو باكورة أعمال المُخرج جيمس ماكتيج عن نص الاخوين واتشوفسكي
، هو فيلم ثوري من الطراز شديد الوضوح ، يلعب فيه "الثائر" و "التاريخ"
دور البطولة ، جزء من تقديري العميق لهذا العمل هو ذكاء ماكتيج في تعامله مع النص ،
نصوص الاخوان واتشوفسكي كلها تحمل عنواناً واحداً "تغلّب علي خوفك الداخلي
.. تنجح" لكن ماكتيج هُنا يتجاوز (تسطيح) فكرة النص ويمزجها برؤية (شاعرية) غاية في الإبهار
البصري في واحد من أفضل اعمال 2006 وواحد من أفضل ما شاهدت علي الاطلاق .
0 التعليقات :
إرسال تعليق