الاثنين، 6 أكتوبر 2014

Dark Eyes

كتب : فراس محمد

التقييم : 4.5/5

بطولة : مارشيلو ماستروياني ، سيلفانا مانيانو
إخراج : نيكيتا ميخالكوف (1987)

هذه رحلة في ذاكرة شخص حالم , أو ربما , في مخيلة شخص حالم .

المخرج الروسي نيكيتا ميخاليكوف يحب اظهار ميله لمهد السينما العالمية الاول , ايطاليا , كل الافلام التي شاهدتها له فيها رائحة وملمس الفلم الايطالي , لكنها بهوية , وخصوصية روسية , الفرق الجوهري بين ميخالكوف و باقي اقرانه الروس , انه راوي قصص , و هو في الحقيقة راوي قصص ممتع , و يستطيع ان يجمع ما بين الحبكة القصصية المثيرة و المؤثرة , و ما بين افكاره و عمقها , كما في افلامه الاخرى , The Barber of Siberia, والتحفة التسعينية , Burnt by the Sun .

و لكن هذه المرة نيكيتا كان اكثر ايطالية , اكثر مما عهدته , فقد قدم فلماً ايطالياً خالصا , و استقدم عبقري السينما الايطالية مارسيلو ماستروياني , في الفلم الذي منح هذا الاخير فوزه الثاني بلقب افضل ممثل في كان , و كان احد ثلاث افلام نال عنها ماستروياني ترشيحا لأوسكار افضل ممثل .

شعرت كثيراً و انا اشاهد هذا الفلم , بأسلوب تورناتوري , بملامسته لذكريات شخصياتها , لتبدو و كأنها ذكريات شخصية لمشاهديه ، كان نيكيتا يتكلم عن ماضي شخصيته , بنفس الحب الذي تكلم به تورناتوري عن السينما في رائعته Cinema Paradiso ، رغم ان فلمنا هذا يسبقه بعام , لكن اللمسة تبدو متشابهة , و ذلك من خلال تقديمه لشخصية رومانو , الرجل الذي لديه الكثير من القصص ليرويها , عن ماضيه , عن حبه لفتاة روسية , لعينيها السوداوين , و الأبرز , عن قدرته العجيبة على رواية القصص , مارسيلو يعرف كيف يروي قصص مخرجيه , يعرف كيف يلعب على وتر الذكريات , قدرته على التحكم بنبرته الصوتية , على خلق ايقاع عاطفي للمشهد القصصي , كلها أمور تجعل من السهل الإصغاء لهذا الرجل , الذي لديه الكثير من الامور التي يخفيها , ليترك كلمة السر , لختام الفلم , كما اراد ميخالكوف .

بالرغم من أن الفلم يمتلك الكثير من الميزات , السينماتوغرافيا المميزة , الموسيقى الفخمة , و الكثير من اللقطات التي اخرجت بمزاج عالي , إلا ان الميزة الابرز كانت في اداء ماستروياني , أداؤه لهذه الشخصية الظريفة زادها كوميدية , حينما يريد ان يكون ماستروياني مضحكا  فلديه اسلوبه في ذلك , ولكن عندما يريد ان يخترق عمق المشهد , يمنحه بعداً تراجيدياً مؤثراً , فلديه أدواته المؤثرة فعلاً , ماستروياني اختبر في هذا الفلم اغلب انواع التحولات الدرامية , فكان بلا شك فاكهة الفلم .

ما يعجبني في نيكيتا , انه لا يخفي حبه للسينما الايطالية , ولا يخفي تأثره بها ايضا , افلامه تحوي بساطة الشخصية الايطالية الكلاسيكية , كان في فلمه هذا قريباً من نيل السعفة , حتى اني قرأت في أحدى المرات ان الصحافة الفرنسية خرجت عن صمتها لتطالب لجنة التحكيم بمنحه السعفة .


0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter