كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 4.5/5
بطولة : ميرا باركهامر ، ميرا غروسن
، ليف لاموين
إخراج : لوكاس موديسن (2014)
لا يهم ماذا تعتقد ؟ ،
فنحن الأفضل ...
أنا أتفق مع كثير مما قاله بعض من شاهد الفلم و أشارته في ما يتعلق
بالمعاني الخفية التي تدور حول الشعور بالوحدة و التطابق المعنوي و الحسّي لحياة
المُراهقين , الفترة التي أجاد لوكاس مووديسون التحدث عنها في أشهر أعماله حتى
اليوم Show Me Love و Lilya 4-ever .
هذا المخرج يواصل تقديم الأفلام المثيرة للإعجاب , كونه يجمع بين طابع
سينما المؤلف , أي السينمائي الذي يملك رؤية خاصة للعالم رغم
أنه لا يخرج عن حدود (ستوكهولم) , عالمه الأثير , و بين طابع الفلم الشعبي الذي
يتميز ببساطته , بوضوح رؤيته , بحميميته ، وبموضوعه الإنساني القريب من القلوب ؛
الوجبة النخبوية التي يُقدمها مع كل عمل خالية من الدسم لكنها في نفس ذات الوقت
تبدو لذيذة المذاق , قد لا تحمل ثقل القيمة الفنية لكنها مهمة بطرحها و ملهمة
بالطريقة التي تُطرح بها .
هنا نحن لسنا أمام ثلاثة مُراهقات (أصغر من ذلك بقليل) و صراعهن في
تخطي الحواجز الأيديولوجية التي فرضتها عليهم البيئة و العائلة , فالفلم يبدأ في
الفترة اللاحقة لقفز العقبات و تجاوز كليشيهات الخطأ و الصواب ! ، هنا الرقابة
الأسرية تبدو شبه معدومة و الأطفال (بوبو و كلارا) لا يتورعون الخروج عن فطرتهم و طباعهم لتحقيق نزواتهم
بل و لعب دور البطولة في نشر هذا التمرد الوقتي على الآخرين (هيدفيك مثلاً)
، مووديسون يُعالج هذه الفكرة بشكل مفتوح , غير قاطع أو مباشر ,
تاركاً ضمير الحكم الهوليوودي المُعتاد للمشاهد ، و متخلياً عن الأطروحات الدرامية
التي إكتنفتها بعض الأعمال المُشابهة الجيدة للسرد العرضي , السهل المُمتنع ,
لتجارب ما قبل النضوج .
أنا أود أن أعتبر أن نتيجة العمل كانت تجربة مخرجه كمُراهق هذه المرة
و ليس فقط كمُراقب لهم , عن طفل يلعب دور البطولة ضمن المساحة الواقعية لحياته ,
يختار و يقرر دون أي إكتراث حقيقي لمن حوله , لا يبحث عن فرصة التعبير عن ذاته و استقلاليته
بل ينتزعها بشكل آمن لا يؤذي أحداً , و أخيراً يؤسس لفكرة أن كونك تقليدياً ليس
سوى توازي لنمط حياة ليست من اختيارك و أن التجرد منها لربما يبدو أسهل بكثير مما
كنت تعتقد !
هناك تلقائية طاغية على أداء المؤديات الصغيرات و راحة مكتسبة في
التعامل مع المادة التي يقتبسها المُخرج من الرواية التصويرية التي كتبتها له
زوجته , هذان الأمران يجعلان من العمل شيئاً يستحق الإنتظار , المشاهدة , و الإستمتاع
بفرقة الروك الصغيرة هذه .
فيلم بسيط ، يجسد نمط حياة متوسطة إجتماعياً
, ستروقك مساحة العاطفة فيه و المداخلات الطريفة التي تطفو عليه ، فلم feel-good
الأهم لهذا العام .
0 التعليقات :
إرسال تعليق