كتب : فراس محمد
التقييم : 5/5
بطولة : يون فيسكوتانو ، لومينيتا
جورجيو
إخراج : كريستي بويو (2005)
موت السيد لازاراسو , ام حياته , يبدو ان كريستي بويو لم يجد
الكثير من الفرق بينهما , الأهم , ان هذا الفلم ربما وصل في أسلوب مخرجه , أو
الاسلوب الذي اتبعه بعض المخرجين الرومانيين في الفترة الاخيرة , إلى أبعد حد , الاسلوب الذي يمزج ما بين الدرامي
والوثائقي , بكلمات اكثر اختصاراً , عدم الاحساس بشعور الكاميرا , أو بالأحرى
الاحساس بأقوى شعور انساني يمكن ان يعيشه المُشاهد كونه ناتج عن كسر تام للحاجز
بين ما هو معاش , و ما هو سينمائي مصور , ربما هذا الاسلوب يعتبر الاكثر صعوبة من
ناحية التطبيق , لأنه يحتاج لتطبيق اسلوب صارم في ترجمة هذه اللغة السينمائية
الخاصة , على موقع التصوير وعلى الشخصيات و أداءاتهم .
اشترك كريستي بويو عام 2005 في مهرجان كان خارج نطاق المنافسة
الرسمية , قدم فلمه في فئة (نظرة ما) التي عادة ما تستقبل تجارب المخرجين الخاصة , حينها
نال بويو جائزة افضل فلم , مؤكداً ان السينما الرومانية تحتل رويداً
رويدا مكانة أهم على خارطة السينما العالمية , اثناء مشاهدة هذا الفلم لا يمكنك
اغفال تشابه الاساليب بينه وبين رائعة كريستيان مونغيو 4 Months, 3 Weeks, and 2
Days التي نال عبرها سعفة عام 2007 .
ما يتحدث عنه الفلم , اكثر من مجرد جولة لكاميرا محمولة بين منزل للسيد
لازاراسو و مشافي بوخاريست , هو يصور ما معنى ان تتحول حياة رجل لمجرد حالة
مرضية , كيف تحولت لحياة استبدل فيها اقاربه بالقطط , كيف اصبح وضع أي علاقة تربط
بين أي شخصين غير مبنية سوى على الشيء الانساني الذي بدا مع حركة الكاميرا
المحمولة و أداءات الممثلين الصارمة , وضع مخجل , وربما وضع مؤذي .
مستشفيات لا يعمل بها سوى رجال العربات الناقلة , كما في فلم مونغيو ,
اطباء كرجال الامن , بيروقراطية تبدو وكأنها استشرت بشكل سرطاني في مفاصل هذه
الحياة الجافة كما انتشر السرطان في جسد السيد لازاراسو بفعل الزمن والاهمال , لكن
الحالة التي يتحدث عنها بويو اكثر شمولاً من حالة السيد لازاراسو الصحية , هنا يبدو ان
الانسان بحد ذاته قد تحول لمجرد حالة , هذا الشعور تحول بشكل مقرف لشيء روتيني .
ربما أهم ما في الفلم , اننا لن نشعر بثقل الاسلوب الواقعي الذي تعامل
به بويو مع حالة السيد لازاراسو والتي تمثل انعكاس لحالة تعامل
الجميع مع حالته الصحية والاجتماعية , والانسانية ايضاً , الواقعية في هذا الفلم
لم تعد غاية , بل اصبحت افضل وسيلة تشرح حالة هذا الفلم , وتوصل ربما افضل شعور
مجرد عنها .
هذا فلم لا يمكن ان تقدمه السينما العالمية يومياً .
0 التعليقات :
إرسال تعليق