كتب : محمد السجيني
التقييم : 3.5/5
بطولة : هانا هيرتشبرونغ ، مونيكا
بلايبتروي
إخراج : كريس كراوس (2006)
يَعْرض العَمَل جُزءاً من سِيرَة ذاتيّة للسيّدة ترود كروغر (1917-2004) ، مُعلّمة بيانو مخضرمة ، علّمت البيانو للنسَاء في السُجُون علي
مَدَي ستّين عاماً كنوع من الترفيه ، ذات ثقافة واسعة ، تبدأ في تعليم في فتاة صغيرة
تُدعي جيني ، مُضطربة نفسيّاً ومُتهمة في قضيّة قتل ، و ترَى فيها مَوهبة
عظيمة ، وتتوالَي الاحداث .
الفيلم الثَاني للمُخرج كريس كراوس و عَبر درَاما مُظلمة في أكثر من جَانب ، يُقدّم -
بشكل مُباشر - انطباعات رافضَة للعُنف والسجن والقَمع والسلطَة والأبويّة
والانتحار والشذوذ ويُمجّد الجمال في صورة الموسيقَي ، ينظر في تفاصيل الشخصيّات ويربطها بنظرته للأمور ويُسلّط الضوء
بشكل حَاد حول مسألة "التخيير" ، والصراع بين الأجيال ، والتأقلم مع الحاضر .
في الثُلث الأوّل من العَمَل شاهدت نصف ساعة من الأعظم خلال العَام ، تمنيّت
حينها أن يُكمل النص على هذا المِنوَال ، لكن النَص يقع في مُشكلتين ، الأولى انزلاقه
في الإفتعاليّة الوَاضحة ، هذا النص يهدِم تماماً ما فعله في ثُلثه الأوّل تماماً ،
انطلاقاً من لحظة اقحَام اعتذارها لحارس السِجن ومشاكلها مع السجينات الأخريَات والعَلاقة
العجيبة بينها وبين والدها ، نحن نعلم مٌسبقاً كم هي عنيفة ومتقلّبة وترَي العالم ظالماً
، رحلة الهُبوط في الاحداث المُفتعلة والتكثيف على الأمُور التي لا تستحق على
حسَاب الجُزئيّات الاخرَى (كالتطوّر بين علاقتها بالمُعلّمة (مثلاً هَدَمت تماماً
ما فعله النص في ثلثه الأوّل .
الثانية تتعلّق بـ "كرتونيّة"
المواجهَات و أشهرها علي وَجه الخُصوص اعتراف المُعلّمة لها انّها كانت تُحب امرأة
شاذة ، لا اعلم فعليّاً جدوى هذه المُكاشفة خصوصاً ان المُشاهد يُفترض ان يعرف ذلك
من المشاهد التي قدّمها بمونتاج رائع وسَط الأحداث
.
كريس كراوس رَغم كُل هذا يَعمل
وبجُهد وَاضح علي ايجَاد تلك الوصلة الاستثنائيّة بين الموهِبَة والألَم ، على
الدَمج - الذي اعشقه عُمومَاً - بين مشاكل الشخصيّات
ودواخلها والاطار العَام للبيئة المكَانيّة والزمانيّة دون ان يتفوّق احدهما علي
الآخر .
أداءات عَظيمة من هانا هيرتسشبرونغ و الراحلة مونيكا بلابتروي ، اربع دقائق هو صَرخة غَضَب في
وَجه الجَميع ، كادَت أن تكون ساحِرة كعزف البيانو فيه ، لولا ان حاوَل النص ان يُمنطق
الصرخة بشكل زائد افقد الفيلم كثيرَاً جداً من عَظمته المُفترضة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق