كتب : أحمد أبو السعود
التقييم : 3/5
بطولة : نيكول كيدمان ، كاميرون برايت
إخراج : جوناثان غلايزر (2004)
في الربع الأخير من
الفيلم تخبر "آنا" الطفل الذى يدعى أنه زوجها الميت أنها وصلت لخطة
تمكنهما من تجاوز عقبات اللغط الذى حدث ، لو كان الفيلم رائعاً لكان عدم التصديق و
الذهول و الصدمة هم رد الفعل الطبيعي الذى من المفترض أن يُحدثه مشهد مثل هذا ، و
لو كان الفيلم مترهلاً ضعيفاً لكانت السذاجة و الملل هما ما سيصيبا المُشاهد و هو
يتابع مشهد مثل هذا ، حسناً الأمور تتعقد بين هذا و ذاك ، يتأرجح الفيلم بين صدمة
الفكرة و سذاجة الطرح .
في نفس المشهد تنكشف
الحقيقة فجأة داخل عقل آنا بعد أن يخبرها الطفل بأنه ليس زوجها الميت و أنه كان
يكذب عليها في كل ما أدعاه ، "أنت لست سوى طفل صغير في حوض استحمامي" تقول "آنا" و هي
تبكى ، ما بين اللحظة الأولى و اللحظة الثانية فراغات كثيرة لم يهتم الفيلم بملئها
، و لم يحاول ضخ تقلبات نفسية كان ينبغي أن تملأ تلك الفراغات .
أقوى مشاهد الفيلم في رأيي هو ذلك المشهد الذى تشاجر فيه جوزيف مع الطفل ، جوزيف تعامل مع الموضوع منذ البداية على أنه مزحة لا قيمة لها ، يتابع حياته و لا يكترث ، يمارس الجنس مع آنا و كأن شيئاً لم يحدث ، يبحث عن شقق كي يتزوجا فيها في الوقت الذى تقضى هي وقتاً مع الطفل ، ثورة جوزيف على ذلك الطفل كانت في النهاية بسبب أنه لم يتقبل حقيقة أن آنا بدأت تقتنع بما يقوله الطفل ، فينسحب هو من المشهد تماماً و يظهر في النهاية عندما تعود آنا له بعد أن اكتشفت الحقيقة ، قوة المشهد تكمن في أنه وصل للذروة النفسية للشخصية الوحيدة التي من الممكن أن نقول عنها أنه تم التأسيس لها درامياً و نفسياً بصورة جيدة ، و هذا في حد ذاته عيباً قاتلاً في نسيج الفيلم ، شخصية آنا تبدو كما لو فُقد وسط تأسيسها النفسي ، حتى مع رسم خلفيات للشخصية ، هي طوال الأحداث تسير على وتيرة نفسية واحدة ، و فجأة تحولت من الدهشة إلى التصديق إلى عدم التصديق مع فراغات درامية في المنتصف لا تسمن و لا تغني من جوع ، لذلك تأتى مشاهد مثل مشهد الكلوز الشهير لآنا في الحفل الموسيقى كأنها أطول مما ينبغي حيث الاسترسال في ردود الفعل ، و مشهد الاستحمام الشهير لآنا مع الطفل هو مشهد دخيل يؤكد فقط على ما قبله و لا يضيف شيئاً إلا لشخصية جوزيف كبداية لمشهد الشجار .
يحاول جواناثان جلازر أن يُكمل ما افتقده السيناريو ، يجعل في لقطاته هدوءاً و بروداً واضحين ، حتى يجعل من تأثير أي مشهد انفعالي كتأثير إلقاء حجر في بحيرة راكدة ، كما الهدوء ما قبل العاصفة ، يخرج بأداء جيد و موزون من نيكول كيدمان التي توظف نظراتها كي تتعاظم حالة الصدمة و الحيرة التي تصيب آنا ، لكن كل ذلك بالطبع مجهوداً ضائعاً على سيناريو مترهل في مناطق كثيرة منه .
0 التعليقات :
إرسال تعليق