كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 4.5/5
إخراج : ستيف جيمس (2014)
"أعتقد أن كل ما يجرؤ المخرج على طلبه من ناقد هو أن يتناول العمل
بجدية ، يتصارع معه بإخلاص , يكتب عنه - و يرد عليه – بوقار ، ليس مهماً
أن (يعجب) الناقد بالفلم أو (لا يعجب) به , المهم هو أنه ينهمك فيه تماماً ,
مقدماً لإجاباته الإقناع , الشغف ، الذي يقدمه المخرج لصناعة الفلم ! ، (روجر
أيبرت) كان هكذا و أكثر" - سكورسيزي
أجمل ما في هذا الفلم التوثيقي الرائع هو ليس تسليط الضوء على (أيبرت( النجم بل على (روجر) الأنسان الذي
أصبح نجماً ! ، من النادر أن يكتسب أي ناقد سينمائي الشهرة التي أكتسبها حامل بوليتزر النقد
السينمائي الأوحد خاصة مع غياب الثقافة الفنية التي تمنح للناقد مرتبة تعادل ما
يستحقه , و أن يكون تأثير الكلمات التي يسطرها في حق أي عمل يكتب عنه أكبر من
تأثير العمل نفسه .
أيبرت كان أكثر من ذلك
بالنسبة للصُناع و مُتتبعي الصناعة! ، الراحل عن عالمنا قبيل أكثر من العام هو أحد
هؤلاء (قلة) الذين قضوا حياتهم أمام شاشة السينما , وقعوا تحت وطأة
السحر الذي تحمله , كرسوا لها أقلامهم ، أحلامهم , و الجزء الأكبر من حيواتهم حتى!
أصرار إيبرت على جعل المُخرج الوثائقي حسن الأختيار و التنفيذ (ستيف جيمس) ,
المُمتدح من قبّل إيبرت على مدى العقدين الماضيين و صاحب رائعةHoop
Dreams التي
تنتمي لملف مشاهداته العظيمة , المسؤول المباشر في توثيق حياته المهنية المُثمرة ,
اطلاعه على صندوق الأسرار الدفين لشخص يحمل من الصفات المُتناقضة ما يجعله لغز
كبير لمن عرفه يوماً , و أخيراً ترك الكاميرا تلتف هذه المرة لاستدراك لحظات الفرح
و الغبطة التي وهبته له الشاشة الكبيرة , لحظات السجال و التبار في الحديث عنها مع
زميله جين سيسكل على الشاشة الصغيرة , و لحظات الأسى و مكابدة ألم
عجزه عن مطالعة الأحلام مرة أخرى و الحديث عنها ، أمر جعل من العمل أشبه بمعركة
أفكار , و من شخص إيبرت أنعكاس لأجيال ما برحت تحلم و تتحدث عن أحلامها!
لا يقتصر الفلم على مواد مؤرشفة : قصاصات صحف الشيكاغو سن تايمز
و هو يرفع الإبهامين تارة و يخفضهما أخرى , صوراً فوتوغرافية ثابتة لعقود من
علاقاته مع عظماء هذا الوسط , لقطات الأرشيف المصور لمهرجان الحدث الأكبر كل عام
في )كان) الفرنسية ؛ بل
يطعمها و يدعمها بعديد المقابلات مع الشخصيات التي أثر و تأثر بها , التي ساهمت
بشكل مباشر و سواه في صقل شخص إيبرت المتحدث بإسم السينما كتنوير لا بد منه و المُدافع الأغر
عن كينونتها الرفيعة كفن ، ثقافة , و فكر لا ينضب .
0 التعليقات :
إرسال تعليق