كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 3/5
بطولة : كين واتانابي ، كيشي ساتو
إخراج : سانغ
إل لي (2013)
الحكاية (كما يعرفها
الكثيرون) هي عن فعل الجريمة و رده , عن العنف و عواقبه , عن الماضي الحاضر و
الحاضر بلا مُستقبل , عن بربرية الرموز القديمة كالحق , العدالة , و الشرف ، و
أستحضار المفاهيم الجديدة التي دفنتها تحت التراب , عن فعل الغُفران عندما يُصبح
.. سماوياً فقط ! .
حكاية يابان القرن
التاسع عشر هذه المرة , يابان ما بعد حرب (بوشين) الأهلية , يابان التحولات العظيمة فما بين الشمال و الجنوب , بين الرونن أسياد
أنفسهم و هيمنة عديمي الشرف , و بين إحتضار التاريخ و الزحف الحضاري العاصف ، سيف
و بُندقية ! ، حكاية أكسبت صاحب الفضل في روايتها سابقاً (كلينت أيستوود)
أوسكاره الأول مُخرجاً ، النص الذي يُعيد ديفيد ويب كتابته , بعد عقدّي المديح الذي طاله , يغوص (كما
سابقه) في سيكولوجية تلك الشخصيات التي يتحدث عنها , سوداوية قلوبهم و أحمر
الأيادي المُلطخة بالدماء , يخلق تلك الهلامية التي ساوت بين الساموراي و
قاطع الطريق , تلك التي جعلت من حفنة مُرتزقة أجدر بالإحترام من شريف المدينة ! .
إخراجياً أيضاً ,
يتركز الجهد على ضبط الأيقاع من عاطفة داخلية موجودة في صميم تلك الشخصيات و
مسوغات ظهورها على السطح , أن يترك الشق كبيراً بين الصداقة و الخصومة , و قد وفق
في ذلك ، كما أستعان أيستوود سابقاً بكاميرا جاك غرين ومونتيره
الأثير جويل كوكس في تحية لائقة بالصنف الذي أنحسر مع مرور الأعوام , فجاديجكي (سانغ لي)
المُقتبَس لا يخلو من تلك اللقطات الواسعة مترامية الأطراف و النفس الملحمي الذي
أكسب سابقيه الخلود .
واتانابي , هو الآخر , يساوي
بين كقتي الميزان , بين ضعفه المُكابر و حزنه العميق على ما سترتكبه يداه من فعل
أعتاد عليه في السابق ، و لا يملك حولاً في فعله مرة أخرى!
0 التعليقات :
إرسال تعليق