كتب : محمد السجيني
التقييم : 5 / 5
بطولة : كلاوس كينسكي ، هيلين روخو
إخراج : فيرنر هيرتسوغ (1972)
لو سألني أحد عن شيء
يتكرّر في افلامي المُفضلة ، اجابتي بلا شك ستكون انها افلام تتناول "شخصيّة"
ومن بين كُل هذه الافلام ، يظهر هذا الفيلم كواحد من اعظمها واكثرها خلوداً علي
الاطلاق .
الفيلم الثالث في
مَسيرة الالمَاني فيرنر هيرتسوغ يحكِي عن مُذكّرات غير حقيقيّة قصّة رحلة
للمُستكشف الاسباني بيتزارو وبعثته الموشكة علي الهَلاك والاستسلام في مسعَاها
للذهاب الي امريكا اللاتينيّة ، تتوقّف البعثة في بيرو ويقرّر الرجُل
فصل فرقة مُعيّنة لتقفّي علامات الدورادو للمدن الاسطوريّة للذهب ، تُسافر البعثَة مُحاصرة
بالكثير من الاخطار ويُسيطر عليها الرجُل المَجنون اجيري ، ويمضي بها
الي الهلاك .
اقدِّر نَص هذا
الفيلم في جُزئيّة رئيسيّة زادت كثيراً بعد المُشاهدة الثانيَة ، النص يعمَل علي
شخصيّة اجيري باتقان شديد ، يُتابع تطور وقوّة الشخصيّة مَع تطور
الحدَث ، النص لا يفتعل حدث مُعيّن ينقل السيطرَة الي اجيري وانّما يُراقب
تحوُّلها من القوّة النسبيّة الي القوّة الشاملة والجنون المُطلق ، يساعده في هذا
اداء قوي من كلاوس كينسكي واخراج عظيم من هيرتسوغ .
هيرتسوغ يسمَح للكاميرا
برَسم الجو الخَانق الذي يُحَاصر البعثَة ، يسمَح للمكَان بأن يُصبح شخصاً حاضرًا
في العَمَل ، وبالتالي يُصبح حضور المكَان ممرّاً للغوص الهَاديء في الرحلَة نفسها
، وهذا هو الهَدَف من الفيلم ، التأمُّل ، قيمة الفيلم في هذه الجُزئيّة تحديدًا
تبدُو جليّة وعظيمَة ، دراسَة مُذهلة عن جُنون العظمَة ، هيرتسوغ يصوّر رغبات
وجبروت الانسَان ، طمُوحه الحارق نَحو المَجد ، هذا الطُمُوح الذي يدفعه للهلاك من
أجل اطفاء شهوته ، طمُوح اجيري ورغبته في العَظمة والخُلود ، اصراره علي مواصلة السبَاحة في النهر رَغم
المصاعب المُحيطَة به من هنود واكلة لحوم ونهر غاضب وامرَاض فتّاكة ، هذا فيلم عَظيم ، علي قلّة ما "عايشت"
من افلام عَظيمة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق