كتب
: مصطفى فلاح
التقييم :
4.5/5
بطولة :
ريف فاينز ، توني ريفولري
إخراج :
ويس أندرسن (2014)
أحياناً تراودني رغبة
غريبة بأن أعيش في أحدى العوالم التي يرسمها ويس
أندرسن للسينما , رُبما لتقدير حجم الدهشة التي أعايشها مع كل عمل , أن
أستمع للغة الحوار عن كثب , و أن أشاهد الجمال في كل شئ دون الحاجة الى شاشة ؛ و
أخيراً , أن أقطع صلتي تماماً بدراما الواقع و أحيا على الأرض التي يريد في الزمن
الذي يريد ، (نيو أنغلاند) كما تصورها هو في عمله السابق , و ليس كما يروي سكورسيزي و بولانسكي مؤخراً !
فلمه الثامن ,
كالمعتاد , وجبة دسمة فى عمل ؛ يُؤكد فيه أندرسن , مجدداً , حرصه على
مستوى جمالي رفيق و أناقة سينمائية أكسبته لغته الخاصة في التخاطب ، ترافة الاضاءة
و شاعرية الألوان مع لطافة القصة و روعة الأداء , تتعمد زرع المشاهد وسط ثلوج (زبروكا) و صُحبة غوستاف و صبيّه زيرو في مغامرة ذات
تفاصيل غنية , أقتباسات شعرية / مسرحية , و لقطات بانورامية ترتاح لها العين و
تستجيب لها جميع الحواس ، يُخيل لي أحياناً أن بإمكاني شم الروائح و الشعور بملمس
السطوح !
الثقة المُتزايدة و
الحرفية المُتنامية واضحة لا تُخطئها العين مع كل عالم يؤسس أركانه الحالم
الأمريكي أندرسن , نضج التعامل مع السيناريو مُتيقن الوقوف على الحد الفاصل بين
الفلسفة التي تُلهب العقول و السطحية التي تستخف بها ! ، كما أن براعة رسم
الشخصيات و بنائها المركب يشهد على جهد كاتب ذو خيال خصب (أندرسن أيضاً) , كاتب
مُتعدد الرؤوس , واحد لتطوير الخط الدرامى و آخر للحوار الأنيق و ثالث لتقسيم
المشاهد و رابع للبُعد الفكاهي و الشخصيات الكوميدية ، و هكذا !
علاوةً على ذلك ,
يستمد النص كثيراً من صلابته في التشويق الذي يُبقي مُشاهده على اتصال فيما يجري
لشخصياته الكثيرة , يضرب في صميم مضمونه من خلال الصورة لأرض الفندق و خارجه ,
يجعل من قرارات أبطاله التائهين (الميزة التي يخصصها لهم دائماً) أكثر حكمة مع إقتراب
خط النهاية , و يتسرع الوصول للخاتمة دون السقوط في فخ الإصطناع و الإبتذال ،
الهوليوودي المُعتاد !
للتذكير , في كل مرة
أشاهد فيها عملاً لأندرسن تبقى صورة هذا العمل كما هي في سابقيه , غير قابلة للمساس على الرغم
من إقراري بعظمة عدد قليل منها ، متعتي فيها هي البصمة التي لا تُخطئها عدسة
سينمائي عاشق للسينما : ويزلي ويلز أندرسن !
0 التعليقات :
إرسال تعليق