كتب
: محمد السجيني
التقييم :
5/5
بطولة :
تشوي مين سيك ، يو جاي تي ، كانغ هاي جونغ
إخراج :
بارك شان ووك (2004)
سمعت قصّة تقول ان
الأمريكي كوينتن تارنتينو وقف مُصفّقاً ربع ساعَة كاملة بعد عرض هذا الفيلم ، وكان هذا سبباً
كافياً لمُشاهدته .
يتحدّث الفيلم عن رجُل
أعمال يُدعي دايسو عُرف بوقاحته وسكره واشتهائه للنساء واستهتاره بكل شيء ، احتُجز لدي
الشُرطَة لتسببه في بعض المشاكل ، ثم خرج بعد دفع كفالة ، ثم اختفي مرّة اخري ولُم
يعثر له علي أثر ، يستعيد وعيه في غرفة لا
منفذ اليها ولا تحتوي الا علي تلفاز صغير ، وتفتقد لكل وسائل الاتصال بالعالم
الخارجي ، يُسجل دايسو كُل ما قام به من سوء في حياته ليتمكّن من معرفة هويّة خاطفه ، ويعد
الايام والشهور والسنين ، وبعد خمسَة عشرة عاماً من حبس انفرادي يجد نفسه علي سطح
بناية ، وبجانبه رسالة تخبره انّه ان لم يتعرّف علي هويّة قاتله خلال ايام ، سوف
يُقتل .
هُناك تكثيف عظيم في
مشاهد الغُرفة ، تخرج بعد مشاهدها كأنّك قضيت معه الوقت بحق ، وتروقني كثيراً فكرة
ان تكون الغُرفة التي سُجن فيها دايسو هي شرنقة ظلّت
مُغلقة لعقد ونص ، وعندما خرج من فيها كان مُختلفاً تماماً عن ذي قبل ، كائن له
مُفرداته الخاصة لا هَم له سوي ان يحصُل علي جواب ، من فعل به هذا ؟ وماذا كان
دافعه ؟ والأهم ، لماذا اطلق سراحه ؟
تشان
ووك بارك يخدع المُتلقيين ، ويتلاعب بعواطِف مُشاهديه ، خصوصاً في جُزئيّة عدم
وجود (بطل) بمفهومه الكلاسيكي ، ويؤكّد علي ذلك بنسف المفهوم التقليدي
لسيناريوهات افلام الانتقام ، الصيّاد هُنا هو الذي يسعي لجعل ضحيّته تتوصّل اليه
، ويتلاعب بنا الرجُل مُجدداً لنكتشف ان الصيّاد هو الفريسَة في الأصل ، هو ضحيّة
اشاعَة تسبّب فيها (دايسو) وانتحرَت اخته بعدها .
هُناك سوداويّة ضخمَة
تغلّف زوايا العمل ، سوداويّة هي الشُحنة الاساسيّة في تحريك الاحداث ، نجح في
ضخّها علي الشاشة تصوير مُمتاز من (جيونج
هن) واداء اسطوري من (تشوي مين سيك) ، الرجُل هنا يقدّم
تشخيصاً جبّاراً يبدُو الحديث عنه في الأساس ضرباً من العبث ، هذا شيء تُشاهده فقط .
فيلم تشان
ووك بارك هذا هو فيلم عظيم ، وأمر ظالم جداً ان اعتبرناه مجرد فيلم (تويست
اند) فقط ، هذا واحد من افضل ما شاهدت خلال الالفيّة .
خسارة ان مثل هذه الأفلام الجيدة غير متوافرة (تجارياً)
ردحذف