كتب : خالد إبراهيم
التقييم : 4.5/5
بطولة : هربرت مارشال ، مريم هوبكينز
إخراج : إرنست لوبيتش (1932)
"كل فيلم جيد مليء
بالأسرار ، لو لم يترك المخرج شيئاً لم يقله سيكون الفيلم سيء ، لو لم يقل الفيلم
شيئاً سيكون الفيلم سيئاً كذلك ، الفيلم الجيد هو شيء غامض وبه أشياء لم تقل"
- لوبيتش
أعتقد أن الشيء
الأكثر صعوبة في الكوميديا هو عفويتها ، لوبيتش على ما يبدو لم يواجه أي صعوبة في هذا الشأن ، في فيلمه
العظيم (مشكلة في الجنة) يلعب لوبيتش لعبته المفضلة وهي مثلث الحب ، حيث يقع جاستون –
النصاب الأوروبي الشهير – في حب لي لي – النشالة المحترفة – بعدما اكتشفا أنهما سرقا بعضهما
البعض.
يكون العاشقان فريقاً
من النصابين ويذهبان إلى باريس ، الهدف كان سرقة محتويات خزانة ماريت ، وريثة
غنية لشركة عطور شهيرة ، يصبح جاستون سكرتيرها الشخصي وبدلاً من أن يسرقها يقع في حبها وتقع
في حبه ، لكن لي لي تعرف بأمرهما ، يستغل لوبيتش تلك العلاقة
الثلاثية في عدة مشاهد ممتعة مازجاً الرغبة بالرومانسية بالكوميديا .
لوبيتش لم ينس كذلك العصر
الذي يحيا به ، فالفيلم تم إنتاجه أثناء كساد الأقتصاد الكبير والذي يلقي بظله على
سخرية لوبيتش ورفاقه الكتاب من سطحية الطبقة الغنية وقتها ، فسخر لوبيتش من
الأوضاع الإجتماعية واللصوص الكبار أصحاب الهيبة الزائفة الذين يجيدون التعامل مع
القانون ويحتمون به ، وإن كانت الشخصية الغنية الرئيسة – ماريت – لم يقلل لوبيتش من
شأنها ، بل جعلها جديرة بتعاطف المشاهد .
كذلك سخر لوبيتش من
السياسات الدولية ، والقلق من إندلاع الحرب في أوروبا ، حيث يسرق جاستون مؤتمراً
للسلام في جنيف ، ثم يأتي إعلان متحدث الراديو بأن النصاب الدولي قد سرق
مؤتمر السلام ، وقد سرق كل شيء تقريباً إلا السلام !
الفيلم أُعتبر من قبل
النقاد بداية ظهور ما عُرف بـ (لمسة لوبيتش) والتي لم يستطع أحد تفسيرها بدقة وإن أحسوا
بوجودها ، بيلي وايلدر عمل مع لوبيتش وتأثر به للحد الذي جعله يضع في مكتبه لافتة تقول
"كيف كان سيفعلها لوبيتش؟"، وايلدر حاول تفسير لمسة لوبيتش بأنها
الطريقة الأنيقة في استخدام المزحة العظيمة ، حيث يستخدم مزحة جيدة ويجعلك راض
عنها ثم يضع فوقها مزحة أكبر لم تكن تتوقعها .
الفيلم تم إنتاجه قبل
قانون (هايز) الذي حظر التلميحات الجنسية والذي تسبب في إختفاء الفيلم
من دور العرض لمدة تقارب الخمس وثلاثين عاماً ، يمكننا أن نتخيل الكوميديا العظيمة
التي تم حرمان العالم منها عندما لم يمنح مخرج مثل لوبيتش حريته الكاملة
، بالطبع إنتاج الرجل خلال الفترة عظيم كذلك لكن كان يمكن أن يكون هناك المزيد ، (مشكلة في الجنة)
هو فيلم لوبيتش المفضل له وفيلمي المفضل له كذلك .
"لا أنصح أحداً بلعب
الكوميديا ما لم يكن هناك سيركٌ داخله" - لوبيتش
0 التعليقات :
إرسال تعليق