كتب : أحمد أبو السعود
التقييم
: 5/5
بطولة : إلايجا وود ، فيغو مورتينسن
، إيان مكالن
إخراج : بيتر جاكسن (2001)
ما الذى يدفعنى للكتابة عن فيلم قيل فيه كل ما يمكن أن يُقال إيجاباً
أو سلباً ؟ ، البعض يذهب لحصر قيمة الثلاثية فى أهميتها البصرية و الثورة التي أحدثتها
فى عالم المؤثرات البصرية ، و الكثير - و أنا منهم - يدركها ضمن قائمة أعظم الأفلام
على مر التاريخ ، ما الذى يدفعني إذاً للكتابة عن هذا الفيلم ؟!
حسناً ، هذا المقال لن يتعدى إطار الانطباعات الشخصية عن فيلم كان و لا زال له نصيب
محترم من الذكريات الجميلة عن السينما ، عن صحبة الخاتم أتحدث ، يُمثل الجزء
الأول من هذه الثلاثية العظيمة بالنسبة لي الاختزال و الجوهر الحقيقي لها ؛ "الملحمية"
يعُيد الفيلم هنا تقديم مفهوم الفيلم الملحمي في أبهى صورة ممكنة و بتوازن رهيب بين
كل عناصر و مفردات الفيلم لإضفاء الطابع الملحمي على الصورة و الأحداث و الشخصيات ،
و يستخلص من بين أطنان عبارات الوصف فى رواية جى.ار.ار.تولكين الأطر البصرية
و الدرامية المُكثفة لرسم ذلك الحس الملحمي الرائع الموجود في كل كادر من كادرات الفيلم
.
لكن لماذا الجزء الأول دون بقية الأجزاء ؟ ، ليست لدى الإجابة ، لكن ما أملكه هو ما شاهدته فى الثلاثة أفلام قادني فى النهاية لتلك النتيجة ، في الجزء الثاني يعتمد بيتر جاكسون بشكل كبير على المعركة الختامية فتتشعب منه الأحداث كثيراً و يفلت منه الإيقاع في بعض مناطق الفيلم فنجد بعض لحظات الملل هنا و هناك ، في الجزء الثالث يسيطر التطور الذى حدث فى المؤثرات البصرية على كل مفاصل الفيلم ، فيتماهى بيتر جاكسون بشكل كبير مع لعبة المؤثرات تلك و يغفل مثلاً عن الطبيعة البطولية المتكررة للخطب الحماسية التي يخطبها القادة في جنودهم و خصوصاً مع شخصية آراجون ، أنا هنا لست في معرض الحديث عن عيوب أو أخطاء ، أنا هنا لأوضح لماذا أفضل الجزء الأول عن باقي الأجزاء ؟
في "رفقة الخاتم" لدينا كل ماهو مناسب لتقديم عمل ملحمي فانتازي بطولي عظيم ، أولاً لدينا التمهيد الأكثر من الرائع لعالم الأرض الوسطى ، بداية من الموسيقى الافتتاحية التي تظهر بالتزامن مع ظهور أسماء الشركة المنتجة و عنوان الفيلم ، ثم التعليق الصوتي الهائل من كيت بلانشيت و النبرات المختلفة التي يتخذها صوتها و هي تحكى أصل الحكاية ، ثم استعداد الهوبيتيين لحفل عيد الميلاد الضخم الذى يقيمه بيلبو باجينز ، يختزل بيتر جاكسون هنا بصرياً و درامياً جزء كبير من فصول الرواية ، يُدخلك سريعاً إلى العالم الجديد الذى ستعيش معه لأكثر من ثلاث ساعات ، و الأهم يعطيك لمحات خاطفة عن طبيعة الحس الملحمي الذى يقدمه .
ثانياً هناك ذلك التوازن بين عناصر الفيلم ، توازن بين إيقاع الفيلم الذى يأخذ منحنيات تصاعدية كثيرة و بين شاعرية الأحداث و خطورة المغامرة و الحس البطولي الطاغي على تلك الرحلة ، توازن بين روعة المؤثرات و تفردها و بين طبيعة الأطر البصرية التي يرسمها الفيلم ، فالمؤثرات هي جزء من ذلك الإطار يُضيف عليه ما يتطلبه من رسم بصرى لخصائص ذلك العالم الفانتازي و يأتي بيتر جاكسون بزوايا التصوير و حجم اللقطات و حركة الكاميرا و الألوان و الملابس و المقطوعات الموسيقية العظيمة ليمنح تلك الأطر طبيعة أكثر عمقاً من كونها مجرد مؤثرات بصرية متفردة ، يمنحها طبيعة ملحمية نادرة التكرار ، و لدينا هنا في تتابعي "هروب آروين بفرودو إلى رفينديل" و "مناجم موريا" خير مثال لما أتحدث عنه من إيقاع تصاعدي حابس للأنفاس لتوظيف متناغم و مثالي للموسيقى لكادرات فيها من المشتهيات البصرية الكثير لطابع ملحمي ناتج من امتزاج كل ذلك معاً .
ثالثاً تمتزج هنا طبيعة الصراع بين الخير و الشر بتقاطعات نفسية في المنتصف تمنح الرحلة و المغامرة سمات مميزة و خاصة بها ، حيث الأهواء البشرية التي تدفع مسار الأحداث إلى ما هو غير متوقع ، و حيث المراوغة بين أسطورية الصراع نفسه و حقيقة الرحلة بما تحمله من مخاطرة غير محسوبة لتحقيق هدف شبه مستحيل و بالتالي السجال العظيم الناتج من تلك المراوغة فتعطى الرحلة تشعبات تترسم على أساسها بقية أحداث الثلاثية .
رابعاً يأتي طرح مفاهيم مثل الصداقة و الفروسية و البطولة و التضحية داخل إطار عفوي و صادق و غير متكلف ، فكل شيء يأتي في أوانه ، التضحية لها وقتها و سببها ، البطولة الزاعقة لها وقتها و سببها ، لذلك لن تجد هنا تتابعات تأخذ إيقاعاً أطول أو أقصر مما هو مطلوب منها و لنتذكر التضحية التى قام بها جاندالف و رد فعل بقية المجوعة لها ، و لنتذكر أيضاً تتابعات النهاية التى تفرقوا فيها حيث تأتى تلك المفاهيم كجزء أساسي لإنجاح المهمة على ما حملته من نتائج زادت الأمور صعوبةً و تعقيداً .
هذه بعض الأسباب التي تدفعني لتفضيل هذا الجزء عن بقية الأجزاء بل و تجعلني أمنح له مكاناً خاصاً به في قلبي و في ذاكرتي فيما يتعلق بعلاقتي بالسينما .
يقدم بيتر جاكسون في الجزء الأول إنجازاً ملحمياً فى أفلام الفانتازيا فتح من بعده باباً واسعاً على مصراعيه لمستوى جديد لم يُستغل جيداً إلى الآن و حتى بيتر جاكسون نفسه حاول تكرار الكرة ثانية في ثلاثية الهوبيت و لكنه فشل في استعادة بريق و تميز ثلاثية سيد الخواتم العظيمة .
لكن لماذا الجزء الأول دون بقية الأجزاء ؟ ، ليست لدى الإجابة ، لكن ما أملكه هو ما شاهدته فى الثلاثة أفلام قادني فى النهاية لتلك النتيجة ، في الجزء الثاني يعتمد بيتر جاكسون بشكل كبير على المعركة الختامية فتتشعب منه الأحداث كثيراً و يفلت منه الإيقاع في بعض مناطق الفيلم فنجد بعض لحظات الملل هنا و هناك ، في الجزء الثالث يسيطر التطور الذى حدث فى المؤثرات البصرية على كل مفاصل الفيلم ، فيتماهى بيتر جاكسون بشكل كبير مع لعبة المؤثرات تلك و يغفل مثلاً عن الطبيعة البطولية المتكررة للخطب الحماسية التي يخطبها القادة في جنودهم و خصوصاً مع شخصية آراجون ، أنا هنا لست في معرض الحديث عن عيوب أو أخطاء ، أنا هنا لأوضح لماذا أفضل الجزء الأول عن باقي الأجزاء ؟
في "رفقة الخاتم" لدينا كل ماهو مناسب لتقديم عمل ملحمي فانتازي بطولي عظيم ، أولاً لدينا التمهيد الأكثر من الرائع لعالم الأرض الوسطى ، بداية من الموسيقى الافتتاحية التي تظهر بالتزامن مع ظهور أسماء الشركة المنتجة و عنوان الفيلم ، ثم التعليق الصوتي الهائل من كيت بلانشيت و النبرات المختلفة التي يتخذها صوتها و هي تحكى أصل الحكاية ، ثم استعداد الهوبيتيين لحفل عيد الميلاد الضخم الذى يقيمه بيلبو باجينز ، يختزل بيتر جاكسون هنا بصرياً و درامياً جزء كبير من فصول الرواية ، يُدخلك سريعاً إلى العالم الجديد الذى ستعيش معه لأكثر من ثلاث ساعات ، و الأهم يعطيك لمحات خاطفة عن طبيعة الحس الملحمي الذى يقدمه .
ثانياً هناك ذلك التوازن بين عناصر الفيلم ، توازن بين إيقاع الفيلم الذى يأخذ منحنيات تصاعدية كثيرة و بين شاعرية الأحداث و خطورة المغامرة و الحس البطولي الطاغي على تلك الرحلة ، توازن بين روعة المؤثرات و تفردها و بين طبيعة الأطر البصرية التي يرسمها الفيلم ، فالمؤثرات هي جزء من ذلك الإطار يُضيف عليه ما يتطلبه من رسم بصرى لخصائص ذلك العالم الفانتازي و يأتي بيتر جاكسون بزوايا التصوير و حجم اللقطات و حركة الكاميرا و الألوان و الملابس و المقطوعات الموسيقية العظيمة ليمنح تلك الأطر طبيعة أكثر عمقاً من كونها مجرد مؤثرات بصرية متفردة ، يمنحها طبيعة ملحمية نادرة التكرار ، و لدينا هنا في تتابعي "هروب آروين بفرودو إلى رفينديل" و "مناجم موريا" خير مثال لما أتحدث عنه من إيقاع تصاعدي حابس للأنفاس لتوظيف متناغم و مثالي للموسيقى لكادرات فيها من المشتهيات البصرية الكثير لطابع ملحمي ناتج من امتزاج كل ذلك معاً .
ثالثاً تمتزج هنا طبيعة الصراع بين الخير و الشر بتقاطعات نفسية في المنتصف تمنح الرحلة و المغامرة سمات مميزة و خاصة بها ، حيث الأهواء البشرية التي تدفع مسار الأحداث إلى ما هو غير متوقع ، و حيث المراوغة بين أسطورية الصراع نفسه و حقيقة الرحلة بما تحمله من مخاطرة غير محسوبة لتحقيق هدف شبه مستحيل و بالتالي السجال العظيم الناتج من تلك المراوغة فتعطى الرحلة تشعبات تترسم على أساسها بقية أحداث الثلاثية .
رابعاً يأتي طرح مفاهيم مثل الصداقة و الفروسية و البطولة و التضحية داخل إطار عفوي و صادق و غير متكلف ، فكل شيء يأتي في أوانه ، التضحية لها وقتها و سببها ، البطولة الزاعقة لها وقتها و سببها ، لذلك لن تجد هنا تتابعات تأخذ إيقاعاً أطول أو أقصر مما هو مطلوب منها و لنتذكر التضحية التى قام بها جاندالف و رد فعل بقية المجوعة لها ، و لنتذكر أيضاً تتابعات النهاية التى تفرقوا فيها حيث تأتى تلك المفاهيم كجزء أساسي لإنجاح المهمة على ما حملته من نتائج زادت الأمور صعوبةً و تعقيداً .
هذه بعض الأسباب التي تدفعني لتفضيل هذا الجزء عن بقية الأجزاء بل و تجعلني أمنح له مكاناً خاصاً به في قلبي و في ذاكرتي فيما يتعلق بعلاقتي بالسينما .
يقدم بيتر جاكسون في الجزء الأول إنجازاً ملحمياً فى أفلام الفانتازيا فتح من بعده باباً واسعاً على مصراعيه لمستوى جديد لم يُستغل جيداً إلى الآن و حتى بيتر جاكسون نفسه حاول تكرار الكرة ثانية في ثلاثية الهوبيت و لكنه فشل في استعادة بريق و تميز ثلاثية سيد الخواتم العظيمة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق