كتب
: مصطفى فلاح
التقييم :
4/5
بطولة :
لينزاي دنكان ، جيم برودبنت ، جف غولدبلوم
إخراج : روجر
ميشل (2014)
السياح يأتون الى باريس لمطالعة معالمها
الجميلة , اللوفر , برج
أيفل , قوس النصر و سواها ، (نيك) و (ميغ) يأتون للتحدث عنها فقط ! ، كلاهما على مشارف ذكرى زواجهما الثلاثين ,
يمتلكان فوبيا تلك العلاقات طويلة الأمد , هو من فقدانها للأبد و هي من الأستمرار
فيها ، زيارتهما الباريسية , رُبما , "ظناً
منهم أن باريس تمتهن حراسة العُشاق" كما تسرد (أحلام
مستغانمي) في (عابر سرير) ! ، فالفلم هو عن تلك النماذج التي تعيش مع بعضها البعض , تجلس مع
بعضها البعض , تتحدث مع بعضها البعض , لكنها لا تتواصل مع بعضها البعض !
الأفلام التي تجمع (ميشل) بـ(قُريشي) , و هما معاً مرة
رابعة , إنكليزية الهوية لكنها تبدو بعيدة عنها , رُبما تميل الى فلسفة وودي
آلن في تفسير العلاقات و الإيمان بالوحدة كإمتياز عن سينما مايك لي , مثلاً , التي تأبى
الرضوخ لها أبداً و تفعل المُستحيل للخروج منها ، و ميشل هنا يعطينا سبباً إضافياً
لإشعال ذاك الوهج مرة أخرى , سبباً آخر لزيارة العاصمة الفرنسية , و كأن أسباب
العجوز الآخر آلن قبل عامين ، لا تكفي !
الفيلم , في أحدى
حساناته , لا ينساق كلّـياً لإظهار أن كل هذا التذمـر السائد بين بطليه و المفروض
على آذاننا هو طبيعي و روتيني , بل يُظهر تصرفاتهم ثنائية القطب , لا تستند الى
حقيقة ما هو مطلوب منها بل ما هو مرغوب فيه , نراها تترنح تحت وطأة هذا الإرتباط و
تبعاته دونما طائل ، رُبما سيكون مصيرها كما تنبأت جولي ديلبي بعد قضائها يومين في
باريس !
الفلم يبتعد عن
المبالغة التي أعتمدتها هوليوود في ميلودراميتها السوداوية , و عن الكوميديا
المُبتذلة ناقصة المغزى ، بحوارات ثمينة و نقاشات مُجدية , كما فعل لانكلايتر في ثلاثيته الجميلة ,
ينساب الفلم بتوليفة جديدة لجوهر مألوف حتى و إن كان يمتلك بعض تلك اللحظات الإنسيابية
غير المُبررة , كرقصة الماديسون الأيقونية في سينما غودار التي ألهمت لاحقاتها
من الروائع السينمائية .
0 التعليقات :
إرسال تعليق