كتب : محمد السجيني
التقييم : 4.5/5
بطولة : ريكاردو دارين ، بابلو راخو ، كارلا كيفيدو
إخراج : خوان خوسيه كامبانيا (2009)
كل أنواع الرجال
يتعرضون للتغيير ، قد يغيرون شكلهم وزوجاتهم ومنازلهم ، و ربما ديانتهم ، إلا
شيئاً واحداً ثابتاً لا يتغير و هو الشغف .
يسرد خوان خوسيه كامبانيلا
في فيلمه الثامن قصّة مُحقق مُتقاعد يحاول كتابة رواية عن جريمة قتل لامرأة شابة
حدثت منذ خمسة وعشرون عاماً ، يتذكّر ظروفها و يفتح ملفّاتها مع زميلته السابقة ايرين .
في التلقّي الأوّل
للعمل ، هُناك صدمَة تتعلّق بنهايته ، هُناك ايقونيّة مشهد الملعب الشهير ، هُناك
اختزاليّة فتّاكة في لغة العيون ، هُناك تقدير كبير للعمل مع الاعتراف بأنّه اقل
من نظيريه A Prophet و The White Ribbon في واحد من أكثر
اعوام الالفيّة تميزاً علي صعيد الافلام الغير امريكيّة ان لم يكن افضلها ، في
الاعادة الثانية و ما تلاها من إعاداتٍ كاملة و اعادة لمشاهد مُتفرّقة ، هناك
قناعة بأن فيلمي اوديار وهانكه افضل منه ، لكن رغم هذا ، هذا فيلم عظيم .
في افتتاحيّة العمل
يبدأ الرجُل بمشهد لرصيف في محطّة القطار يليها عيني امرأة ثم حقيبة علي الأرض
يرفعها رجُل - لا نرى وجهه - يسير نحو القطَار ، يتبع هذا اللقطة لقطة اخري للمرأة
و هي تضع يدها علي زجاج النافذة التي جلس بجانبها الرجُل ، يضع الرجُل يده في
مُقابل يدها ، يرحل القطار .
يبدأ العمل بذلك
المشهد العاطفي العظيم ، و يوازن بين قصّتين ، احداهما حديثة ، و الأخرى في منتصف
السبعينات تقريباً ، يروقني في هذا العَمل
قدرة النص علي ترويض قصّتيه بحيث لا تطغي احداهما علي الأخرى ، هُناك موازنة تستحق
التقدير بين البُعد الجنائي للنص و ما يحمله من اثارة بالطبع ، و بين قصّة رومانسيّة
استمرّت لمُدّة تجاوزت العقدين من الزمَان ، و الجميل ان هذه الموازنة تستمر من
بداية العمل و حتى انتهائه ، حتّى حل الجريمَة ، و بداية اعتراف بنجامين لايرين ، هذه
الموازنة تطلّبت ضخ كم كبير من التفاصيل ، تفاصيل في التصوير و الاضاءة و الالوان
، و في نظرات عيون المُمثلين طبعاً .
السر في عيونهم هو فيلم عن الشغف ، ذلك
الذي جعل جوميز يقتل ، و جعل الزوج ينتقم ، و جعل بنجامين يعترف
بحبّه ويخرج من دائرة فراغه .
0 التعليقات :
إرسال تعليق