كتب
: خالد إبراهيم
التقييم : 4/5
بطولة :
فيكتور سيوستورم ، هيلدا بورجستورم
إخراج :
فيكتور سيوستورم (1921)
فيكتور
سيوستورم هو سويدي آخر مهووس
بالموت ، المخرج/ الممثل الشهير بصنعه لكلاسيكية صامتة مهمة هي The Wind عام 1928 ، وتمثيله دور الدكتور إسحاق في فراولة بيرجمان البرية ، له فيلم صامت عظيم آخر قبل أن ينتقل
إلى هوليوود.
(عربة الشبح) هو فيلم اشتهر بمؤثراته البصرية السابقة لعصرها ،
كخروج الروح من الجسد أو العربة الغير مرئية ، كما اشتهر باستخدام الفلاش باك
المتكرر والمركب ، لكن الفيلم – رغم هذا – يخرج من إطاره الزمني ليصبح لوحة فنية
بديعة قوامها اليأس والخلاص.
في ليلة رأس السنة تطلب الفتاة المحتضرة إيدث – ممرضة في (جيش الخلاص) –
رؤية ديفيد هولم ، ديفيد سكير يتشاجر مع أصدقائه السكارى فيقتلوه ، يكتشف أن قصة
ما بعد الموت التي قصها عليه صديقه جورج حقيقية ، وهي أن آخر شخص يموت في السنة عليه أن يقود عربة
الموت ليجمع أرواح الموتى خلال السنة التي تليها ، ويجد جورج – وقد مات في
ليلة رأس السنة السابقة – قد أصبح سائق العربة وعلى ديفيد أن يكون قابض
الأرواح خلال السنة الجديدة.
يسترجع ديفيد ذكراه وحياته الطيبة مع زوجته وأولاده قبل أن يعرف جورج
الذي بصحبته جعل من ديفيد سكيراً مثله، آنا زوجة ديفيد تتركه ، يسوء حاله فتعتني به إيدث و تطلب
منه أن يزورها بعد عام لترى إن كان الرب استجاب لصلواتها من أجله.
تنجح إيدث في أن توفق بين الزوجين لكن إدمان ديفيد على
الشرب يفسد كل شيء ، تخاف آنا على الأطفال من عدوى السل عن ديفيد فتقوم بعزلهم
عنه في غرفة أخرى لكنه يستخدم الفأس لتحطيم الباب - سيتأثر كوبريك بهذا المشهد
في مشهد شهير في The Shining - تموت إيدث في سلام ، بينما تخطط آنا لقتل الأطفال و الإنتحار ، ديفيد يتضرع
حتى يعود حياً من جديد لينقذ آنا والأطفال ، يعود إلى الحياة ويحتضن آنا .
لم يجعل سيوستروم من ديفيد شخصية دنيئة صاحبة بُعدٍ واحد – كالسائد وقتها – ولكنه
جعله متعدد الطبقات ، فهو مجرمٌ و ضحية ، غليظٌ و رقيق ، حيٌ و ميتٌ في نفس الوقت .
هرب سيوستروم من جعل فيلمه وعظياً برصده لحياة أبطاله و تقلبات
الأحداث و الشخصيات و البعد عن الحكم على تلك الشخصيات أو الاستسهال بجعلهم ملائكةً
و شياطين .
الفيلم مستوحى من رواية (روحك ستشهد) لأول امرأة تحصل على جائز نوبل في الأدب السويدية سلمى لاجرلوف ،
والتي – على ما يبدو – تأثرت بقصة ديكنز القصيرة (ترنيمة عيد الميلاد).
تأثر بيرجمان كثيراً بالفيلم و كان يشاهده تقريباً مرة كل سنة ، و استوحى
شخصية الموت في The Seventh Seal منه ، كما إنه استعان بفيكتور سيوستروم ممثلاً في Wild Strawberries وقدم إنجمار تحيته العميقة باستخدامه البديع للفلاش باك الذي كان سر
أصالة وابتكار فيلم سيوستورم ، في عام 2000 صنع بيرجمان فيلمه الخاص
عن فيلمه المفضل .
0 التعليقات :
إرسال تعليق