كتب : فراس محمد
التقييم : 3/5
بطولة : آنييللو آرينا ، باولا
ميناتشيوني ، لوريدانا سيميولي
إخراج : ماتيو غاروني (2012)
الفلم الايطالي الذي سبب
قليلا من الجدل بعد عرضه في مهرجان كان وحصوله على جائزة لجنة التحكيم الكبرى التي كان يتراسها ناني موريتي ، حيث منح الجائزة لمواطنه ماتيو غارون على
حساب افلام وجدت صدى أقوى مثل Holy Motors للفرنسي ليو كراكس و Beyond the Hills للروماني كريستيان مونغيو
, و The
Hunt للدنماركي توماس فنتربرغ و Moonrise Kingdom للأميركي ويس أندرسون ، ايضا بسبب
الاشاعة التي تقول ان موريتي قدم أغلب جوائز المهرجان لأفلام ساهمت شركة الانتاج الخاصة
به بإنتاجها ، لكن بعد عامين , لم يتبقى سوى الفلم والجائزة التي حصل عليها .
أكثر ما يجذب في هذا الفلم
هو رؤية الانتقال الذي قام به غارون بين فلمه السابق Gomorra (الحاصل ايضاً على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في كان) ، وبين هذا الفلم , بين تصويره لتعقيد مجتمع العصابات
المحلية والمافيا , وبساطة احياء نابولي وصيادي السمك , بين اشخاص يأخذون حقوقهم بايديهم ويعيشون
حلم القوة والسلطة والمال , وبين بائع سمك اسمه لوشيانو , بيتظر اتصال
هاتفي يعطيه الاذن ويؤهله للعمل على تحقيق حلمه ، بدأ غارون الفلم بتصوير واقع لوتشاينو المزري , بيته
الذي يقطن فيه ومهنته وبعض الامور التي يقوم بها لدس بضعة اليوروهات في جيبه مقارنة
بأينزو الشاب الذي فاز في أحد مواسم تلفزيون الواقع Big Brother ، لوتشاينو شاب عملي
, متسرع وغبي قليلا ، مستعد لفعل اي شيء ليكون
كإينزو , ولكن كم من الخسارات سيتحملها ليكسب .
الفلم تحدث عن (الواقع) البديل
الذي خلقه لوتشيانو لنفسه ولعائلته بعد ان قررت ادارة البرنامج استقباله واجراء
تجربة أداء له مع وعدها بالاتصال به حين قبوله ، ومن حينها بدأ واقع يختفي ، وواقع يحل مكانه ، تلفزيون الواقع وضعه في عالم من الاحلام , تحول البرنامج بالنسبة له لهوس , كل شيء حوله اتخذ
معنى مختلف , يرى ان الناس تراقبه ويعتقد انهم مبعوثين من البرنامج للتأكد من صحة المعلومات
التي اخبرهم عنها , اسلوب حياته تغير , حتى الحشرات ظنها كاميرا مثبتة في منزله ، حلم هذا الرجل بالمال والحياة السعيدة دفعته لطلب
الاشتراك في برنامج لتلفزيون الواقع للدرجة التي حول فيها واقعه لخيال , وكلما اقترب
من برنامجه , كلما ابتعد عن واقعه , وبعدما كان محور اهتمام عائلته , تحول لشخص يرغب
بالانتماء لمكان لا يشعر أحد فيه بوجوده .
يمكن تقبل فكرة الفلم
أكثر بسبب نمط الحياة المختلف الذي وجدناه لدى اينزو , ويمكن تقبلها
أكثر عندما نشعر بأهمية الشهرة بالنسبة للوتشيانو ، و غارون عمل على
هاتين الجزئيتين للحصول من مشاهديه على أقصى درجات التقبل لشخصيته , ولكن بالنهاية
الجدل الذي سببه الفلم بحصوله على جائزة بهذا الحجم في ذلك العام كان في مكانه .
0 التعليقات :
إرسال تعليق