كتب : خالد إبراهيم
التقييم : 4/5
بطولة : لويز بروكس
إخراج : جورج بابست (1929)
ومن الذي لا يحب (لولو) ؟!
(لولو) امرأة
مغرية ، الكل يقع في غرامها وتحت طائلة سحرها ، فتتلاعب بالجميع لكنها تظل ضحية
مصير بائس ، كيف حول بابست تلك الفتاة
الأمريكية الشقية إلى تلك الأيقونة ! ، بابست استخدم اللقطات القريبة و اللعب على وجه (لولو) ، خاصة
الضحكة و النظرة ، فهي ذكية و طفلة ، متلاعبة و بريئة ، ضعيفة و قوية ، عاهرة و قديسة
، هي كل ما سبق ، بابست يضعك في الحيرة الكافية حتى تحبها ، و ستحبها .
كان المخرج النمساوي
يريد لويز بروكس للعب الدور في البدء لكن (لولو) كانت على خلافٍ
مع شركة بارامونت فلم يصلها الخبر ، حتى أن بابست كاد أن يأتي بالعظيمة
مارلين ديتريتش للعب الدور لكن لحسن حظ السينما أنه استطاع
أخيراً الحصول على خدمات الراقصة الأمريكية المغمورة و التي ستصبح أيقونة سينمائية
للرغبة و الإيروتكا .
خلاف لويز بروكس –
صاحبة واحدة من عشر قصّات شعر غيرت العالم حسب مجلة InStyle – مع
شركة بارامونت جعلها على
القائمة السوداء لباقي أستوديوهات هوليوود ، فكانت النجدة من أوروبا على عكس
السائد دائماً بأن تجتذب هوليوود أوروبا ، هربت (لولو) لأوروبا لتصنع
مجدها و الفيلم الذي سيخلدها إلى الأبد .
تقول الأسطورة
اليونانية أن (باندورا) – أول امرأة خلقها (زيوس) – قد أعطيت
هدية زواج عبارة عن جرة جميلة و أُمِرت ألا تفتحها ، تفتحها (باندورا) فيخرج
منها كل الشرور التي تستقر في العالم الخالي حينها من أي شر .
في فيلمنا هذا (لولو) هي فتاة
لعوب تكون عشيقة الدكتور شون الذي على وشك الزواج من شارلوت بنت وزير
الداخلية ، بينما لولو هي صديقة ألوا ابن الدكتور شون ، تكتشف شارلوت ما بين
لولو و الدكتور فيفشل مشروع الزواج ، يتزوج الدكتور من لولو و لكنه
يجد في غرفة نومها رجل آخر شيجولش الذي على ما يبدو كان قوادها/ أبوها – أيهما أو كلاهما
لن نعرف حقيقة الأمر أبداً – فيخبرها الدكتور أن تتبرأ من الذنب بقتل نفسها ، يتشاجرا ، تقتل لولو الدكتور
بالخطأ ، تهرب لولو من العقوبة التي تنتظرها مع ألوا الذي يحبها كذلك ، و مع الكونتيسة أوجوستا التي بدورها
تحبها و ترغب بها ، يتعرف على لولو أحد الأشخاص و يبتزها و يعرب عن نواياه في بيعها لبيت
دعارة مصري ، يهربوا إلى لندن حيث تعمل لولو في الدعارة بالفعل ويكون أول عميل لها هو (جاك) السفاح.
الفيلم كان صادم
وقتها لجرأته في عرض الرغبة السحاقية عند الكونتيسة ، و الرغبة الجنسية للأب والابن في نفس الفتاة ، فلم
تكتفى الرقابة بالحذف و لكن تم تغيير النهاية في أمريكا بحذف (جاك) السفاح تماماً
، و في فرنسا تم جعل ابن الدكتور سكرتيره و الكونتيسة تم جعلها
صديقة لولو و فقط ، لتقريب الصورة يمكنك أن تتخيل أثر فيلم كنظرية (بازوليني)
و لكن في العشرينات .
0 التعليقات :
إرسال تعليق