كتب : خالد إبراهيم
التقييم : 4/5
بطولة : بنجامين كريستنسن ، مارين
بدرسن
إخراج : بنجامين كريستنسن (1922)
"على المرء ألا يظن أن
كل شيء متعلق بالسحر هراء" - بنجامين كريستنسن
بعد
أن وجد كتاب (مطرقة الساحرات) في إحدى مكتبات برلين ، أمضى بنجامين كريستنسن
حوالي عامين في دراسة الكتاب الذي يتحدث عن عملية محاكمة وإعدام الساحرات في
القرون الوسطى ، ثم قرر أن يصنع فيلماً وثائقياً يتناول ما خلص من دراسته ، لكن فيلمه
الوثائقي تحول تدريجياً إلى فيلم رعب بديع.
مزج كريستنسن
مقتطفات من كتاب (مطرقة الساحرات) و عدة كتب أخرى مع رسوم تخيلية من تلك العصور
المظلمة تصاحب المعلومات والوقائع ، ثم حول تلك الرسوم إلى مشاهد تمثيلية بالفعل في
صورة سينمائية تستوحي من الرسم تفاصيلها ، كل هذا يحدث في تناغم جميل لأجواء كابوسية
!
المخرج
هنا لم يتخذ جانباً معيناً ليقف في صفه كالكثير من الأفلام الوثائقية رغم كونه في
البدء يبدو كمن يُعلّم مشاهديه ، لكنه عرض ما أراد عرضه و ترك للمشاهد حرية
التأويل ، كريستنسن نفسه سيلعب دور الشيطان داخل الفيلم ، والذي على السحرة أن يقبّلوا
مؤخرته كجزء مهم من عقيدة ولائهم للشيطان .
الفيلم
يتكون من أربع أجزاء ، في جزءه الأول يعرض معلومات و صور و رسوم عن السحرة و الشياطين
و الجحيم ، في الجزء الثاني نرى الشيطان لأول مرة و هو يمارس ألاعيبه بإغراء
النساء بإتباعه و ترك أزواجهن ، هناك امرأة تطلب من إحدى الساحرات ترياقاً يجعل
زوجها يحبها ، كما نرى طقوساً خاصة بتجمع السحرة ، في الجزء الثالث نرى عملية
اتهام لامرأة عجوز من قبل أهل رجل مات حديثاً ، تنكر المرأة طويلاً لكن تحت
التعذيب تقول ما يريدون سماعه وتتهم كل من تسببوا في معاناتها ليذوقوا نفس العذاب ،
يخبرنا كريستنسن في الجزء الرابع أن تقدم الطب البشري والنفسي جعلنا
لا نرمي المرضى بتهمة السحر مثلما كان سابقاً ، وإن كانت المصحات النفسية هي محرقة
الساحرات بشكلها الحديث .
نتاج
امتزاج الهيستريا الجماعية بالجهل المطبق في العصور الوسطى ، جعل من كل امرأة ذات
مرض نفسي أو عضوي محل شك ، و كل عجوز فقيرة مرشحة للحرق حية ، و الذكاء الإنساني
وصل إلى طريقة الفرز بين الساحرة والبريئة عن طريق ربط المتهمة بصخرة كبيرة و رميها
في البحر ، إن نجت فهي ساحرة وإن غرقت فهي بريئة !
كان
الفيلم صادم في وقته لعرضه صور لم تكن مألوفة وقتها كتقديم الرُضع كقرابين و تبجيل
الشيطان بصورة صريحة على الشاشة ، تم منع عرض الفيلم في أمريكا وحذف العديد من
مشاهده في أوروبا لما اُعتبر وقتها أنه إيحاءات جنسية وعري واتخاذ موقف معادي للإكليروس ، لكنه
فيما بعد سيعتبره عدد من النقاد والمهتمين أول فيلمCult في التاريخ .
فيلم
(السحرة) كان الأعلى تكلفة في تاريخ إسكندنافيا السينمائي
، مكلفاً السويد و الدنمارك ما يقارب الاثنين مليون كرونة .
0 التعليقات :
إرسال تعليق