كتب : فراس محمد
التقييم : 5/5
بطولة : آنا مانياني ، مارني
ميتلاند ، بيتر غوانزاليس فالكون
إخراج : فيديريكو فيلليني (1972)
"كان يُعتقد ان الاسرة , الكنيسة والمدرسة اضافة للفاشية ، هي اكبر
المؤثرات في طفل الزمن الذي عشت فيه أما المؤثرات المبكرة التي خضعت لها أنا فهي
الجنس , السيرك , السينما , والمعكرونة"
الرجل الذي قال انه ساعة وطئت قدماه روما تمنى ألا يتركها او يغادرها , الصبي الذي
يحب بوسترات الافلام الاميركية و أهداب غريتا غاربو و المعكرونة و النساء ذات الصدور العارمة و السيرك
و الأهم أنه يحب الناس و يحب خصوصية الرومان , يحب روحهم الساخرة , الطفل الذي لا
يفهم سبب بؤس مهرجي سيرك ريميني , و لا دموع قاعة السينما هناك , الرجل يستحضر
نفسه لحظة بدأ يشاهد روما بشكل مختلف عن رحلاته التي كان يقضيها مع والدته و هو
صغير فيها , روما المطاعم التي تقدم الباستا , روما الكنيسة , و المدينة تحت
المدينة , روما الفاشية , روما المسرح و السينما , روما بيت الدعارة , النساء في
روما هي جزء من سحرها , فيلليني يصور النساء بالطريقة التي تبدو فيها الكاميرا
كعين طفل صغير يكتشف للتو جسد أمرأة , في روما للجميع نصيب من السعادة , للفقراء
هناك بيوت للدعارة , و للطبقة الغنية لها بيوت دعارة أخرى , و هو من قال ان بيت
الدعارة تجربة مهمة في الحياة , فهو أيضاً يرى عاهرات روما بريئات ، بعيني شاب
مقبل على الحياة و تجاربها .
فيلليني يقدم أكثر أفلام التاريخ ارتباطاً بشخصية المكان , ينبش في ماضي روما في انفاقها , يذهب لساحاتها حيث الشباب يتمدد كالجراء لا يمارسون سوى الجنس , يحب المعكرونة ففيها ايضاً روح رومانية اصيلة , في النوافير انعكاس للتاريخ , في الأحياء القديمة انعكاس لسلطة الفاشية و الكنيسة و انعكاس لحيوية أهلها , في مدخلها انطباع الدخول لمدينة متعددة الألوان , في فندقها الرخيص هناك كاريكترات تعكس هذا التلون , في كنيستها هناك عرض أزياء (واحد من اعظم المشاهد التي شاهدتها في سينما فيلليني و أكثرها سخرية) , الرجل ينظر للدين و للفاشية كمزحة يجب التعامل معها على هذا الأساس في مدينة التناقضات , في السينما و الملجأ يجتمع الغني و الفقير , في الانفاق يجدون التاريخ الذي يتلاشى ليحافظ على سر هذه المدينة التي تولد من جديد و ينتظر فيها الكاتب الاميركي النهاية , هي المدينة المثالية لانتظار النهاية .
فيلليني يقدم أكثر أفلام التاريخ ارتباطاً بشخصية المكان , ينبش في ماضي روما في انفاقها , يذهب لساحاتها حيث الشباب يتمدد كالجراء لا يمارسون سوى الجنس , يحب المعكرونة ففيها ايضاً روح رومانية اصيلة , في النوافير انعكاس للتاريخ , في الأحياء القديمة انعكاس لسلطة الفاشية و الكنيسة و انعكاس لحيوية أهلها , في مدخلها انطباع الدخول لمدينة متعددة الألوان , في فندقها الرخيص هناك كاريكترات تعكس هذا التلون , في كنيستها هناك عرض أزياء (واحد من اعظم المشاهد التي شاهدتها في سينما فيلليني و أكثرها سخرية) , الرجل ينظر للدين و للفاشية كمزحة يجب التعامل معها على هذا الأساس في مدينة التناقضات , في السينما و الملجأ يجتمع الغني و الفقير , في الانفاق يجدون التاريخ الذي يتلاشى ليحافظ على سر هذه المدينة التي تولد من جديد و ينتظر فيها الكاتب الاميركي النهاية , هي المدينة المثالية لانتظار النهاية .
هذا الفلم يقدم خلاصة المتعة في السينما , هو ممتع لدرجة يصبح فيها اسطوري , مهيب و يجبر مشاهديه على الخشوع و هو يراقب اللوحات ترتفع في الكنيسة تحت جناح الظلام , و هو يراقب التماثيل و يصورها من خلال كاميرا مثبتة على دراجة نارية , و هو يراقب ايقونات عمرها ألفي عام تتلاشى , و هو يصور مقبرة عمرها أربعة آلاف عام تم اكتشافها أثناء حفر نفق على شكل صدام الحاضر و الماضي , صراع التطور و الاصالة , و هو يراقب الكولوسيوم ينعكس عليه ضوء البرق , و هو يقدم في الختام آنا مانياني كذئبة طاهرة كرمز روما تقول لفيليني إذهب انا لا اثق بك , يصور كوميديا روح الرومان الهزلية , هناك التحام اجيال في صوره , فلم فيه جمال عظيم , لا يمكن ان نقدر ما قام به سورينيتو منذ عام دون مشاهدة هذه التحفة , هناك اعادة احياء قام بها سورينيتو لفكر فيليني , لروما فيليني , الرجل اغرق فلمه بالحب لروما , و للرومان , للسينما و للمسرح و للحياة و للماضي و الحاضر و لانتظار النهاية في المدينة الأكثر تناقض في العالم , هذا الفلم يمكن ببساطة أن يكون رمزاً تاريخياً كما الكولوسيوم , كما أي كاتدرائية تاريخية في روما .
0 التعليقات :
إرسال تعليق