كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 4.5/5
بطولة : جويل إدغرتن ، غاي بيرس ، جاكي ويفر
إخراج : ديفيد ميشود (2010)
ما قدمه ديفد ميشود في
عمله الأول هو ما يتمناه كل سينمائي في بدء مشواره الفني , أن يزرع بذرة تغيير أو
تحسين نوع سينمائي سائد , أن يتجاهل السينما التي تُلبي طلبات الجماهير و يذهب
بأختياره للجمهور المُناصر للفائدة الموضوعية مهما كانت قساوتها و صعوبة تحملها ؛
أن يستفيد من خبرات سابقيه , التجارب التي خاضوها , و الأخطاء التي وقعوا بها ليشق
لنفسه منبر فني مُستقل ، منبر ناجح بجميع المقاييس !
ميشود يذكرنا منذ
المشهد الأول أن مملكة الأنسان قد أصبحت عبارة عن غابة ، حالة الصفاء الفطرية
غلفتها الظلمة التي تعيشها شخصياته , و هو يؤسس بجرأة لفكرة أن البشرية أذا فقدت
الحس المشاعري في أتصالها مع الآخرين تُصبح مجرد حيوانات تتصارع على البقاء حية ،
فقط !
في أفتتاحيته , رُبما
, هو يحاكي أبرز أفلام الصنف (الجريمة) التي قدمها أبرزهم (سكورسيزي) مع
أنطلاق العقد التسعيني المُنصرم Goodfellasغير أن هذه المرة ، الرفقة
لم تكن طيبة !
الفلم بلا ريب يستدعي
طرح ما أذا كان هنالك سجن من غير قضبان ؟ ، جحيم مجتمعي أصبح فيه الجميع مُداناً ؟
، و هل أن محاولة التحرر منه ستدخلك الجنة ؟! ، كتابة سينمائية مثيرة و حبلى
بالأسئلة , يتولى المُخرج (السيناريست أيضاً) الكشف عن مدخلاتها في صُلب قصصي يشكل
دراما حقيقية و شخصيات مُتناقضة مُثيرة للتعامل في نوع أكاد أجزم أن (كاسافيتز)
أستنبطه في أمريكا , ليحافظ عليه أوديار و كازوفيتس في فرنسا , و يقدمه ميشود في أستراليا ،
بشكل يضاهي أعمال الثلاثة !
0 التعليقات :
إرسال تعليق