كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 4/5
بطولة : تيلدا سوينتن ، توم هيدلستن
إخراج : جيم جارمش (2013)
فقط في سينما (جارميش) ,
الأنسان زومبي و مصاصو الدماء بشر حقيقيون !
الوحدة هي المُحرك
الرئيسي لقلم و كاميرا (جيم جارميش) , هي الدافع الأبرز لهذا الرجل في تدعيمها عوضاً
عن أيجاد حلول الخروج منها , كحال تلك الليالي الموحشة في مطلع العقد الثاني من
سينماه و حال الأعزب البارد الذي على وشك خوض أسخن تجربة في حياته ! ، الأناقة
التي يقدمها (جارميش) مع كل عمل هي أحدى مطالب المُتطلع لسينماه , و مع فلم
تحت عنوان عريض مثير للأهتمام و سرد مُتمهل يخلط الدراما بالكوميديا أو يضع الهزل
و الرُعب في خانة واحدة (كفلمنا هنا) , يبدو الوقت طويلاً جداً منذ أن ألتحق بمفضّليه
في (كان) قبيل العقد تقريباً عندما نال ذهبية لجنة تحكيمها الكبرى.
فلمه الأخير المتنافس
على سعفة الذهب العام الماضي يرصد روتينية حياة خالدَين في مطلع
قرن جديد من حياتهما , و محاولتهما العيش في الخفاء حتى قرن آخر ! ، يخلق شخصيات
ذكية جداً كأن يرفض الرحيل المُبكر لشاعر الحقبة الإليزابيثية (كرستوفر مارلو)
و يُخلده بالدم ! ، يبتدع مواقف ذكية جداً لا تُخفي حُبه لمطالعة روايات (جيمس جويس) و
(غاتسبي) العظيم ! ، يرسم - بصورة ذكية جداً - من نظرية (أينشتاين)
الكمية ما يلائم إحتياجات شخوصه و من المخطوطات الدارونية ما يحدد أسلوب تطورهم ! ،
و أخيراً يعتمد على التلميح دون المباشرة , و المواقف المفصلية دون الرئيسية التي
جعلت من الغرابة واقعية , و من قصة غير مثيرة للأهتمام ، مُهمة جداً !
إحصائياً , أود القول
أن هذا الفلم هو أكثر أفلام (جارميش) تأنقاً بعد ويسترن Dead Man الذي جمع فيه نجم
هوليوود جوني ديب بالأسطورة الراحلة روبرت ميتشم في آخر أدواره السينمائية , أناقة
تعزز فحوى الموضوع بدلاً من أن تُلغيه تحت طائلة حركة الكاميرا و تناسق الألوان
(تذكر تحفة ريفن المُحتفى بها و تناسى مُعضلته الأوديبية الأخيرة) , أناقة
جعلت من علاقة (آدم) بـ (أيف) أجمل ما أقتبست فيه السينما من خرافة (برام ستوكر) و
نوستالجيا العودة لها!
0 التعليقات :
إرسال تعليق