كتب : خالد إبراهيم
التقييم : 4.5/5
بطولة : تاباتا ناداي ،
إسماعيل دياني
إخراج : عثمان سمبين (1977)
"يجب أن نفهم تقاليدنا
قبل أن نأمل في فهم أنفسنا" – عثمان سمبين
لمثل
هذا الفيلم لابد أن توجد السينما .
الأديب
(عثمان سمبين) يُعيرنا عينه لنرى كيف يرى تاريخ بلاده ، كيف يرى
الإنسان ، لكن من يريد رواية المنهزم للتاريخ ؟
تبدأ
الملحمة باختطاف بنت الملك من قبل العوام/ الخارجين عن القانون ، الخاطف يريد فقط أن
يترك الناس لحالهم دون إجبارهم على إعتناق الإسلام ، في حين يتواجد الرجل الأبيض بصورة
كاهن الكنيسة وتاجر العبيد ، حيث يُباع البشر مقابل قارورة خمر أو بعض البارود ، ملك
القرية يستخدم الإسلام لتدعيم حكمه ، نفوذ إمام المسلمين يبدأ في التعاظم بينما
يخفت دور الملك الذي يفشل في تحرير بنته ، نلاحظ طمع الأقارب ورغبتهم في تحرير
الأميرة والزواج منها ليكون لمحررها الحكم بعد الملك ، لكنهم يفشلون وتضيع حياتهم
سدى ، يُقْتَل الملك فيستلم مقاليد الحكم الإمام ، الذي يقتل الكاهن ويحرق الكنيسة
، ثم يجبر أهل القرية على دخول الإسلام معطياً إياهم أسماء إسلامية ، تتحرر بنت
الملك أخيراً من الخاطف – والذي كانت تميل إليه – وتقتل الإمام بمساعدة العوام ، حرر
الأميرة أتباع الإمام الذين لا يخافون الموت ، فقد وعدهم بالجنة ، بينما فشل كل
الآخرون نتيجة خوفهم على حياتهم .
هذا
فيلم آخر لا يمكن حرق أحداثه لأن الأحداث تلك مهمتها الأهم هي إحاطة الرسالة
السياسية والأجواء المحيطة ، جاء الرجل الأبيض حاملاً الإنجيل والسلاح مُسْتَعبِداً
الرجل الأسود ، جاء "الإمام" الأسود حاملاً القرآن وبَشْرته مُسْتَعبِداً
الرجل الأسود .
لم
يُعرض الفيلم في السنغال بسبب "موقفه من الإسلام" وإن كان السبب المعلن وقتها وجود خطأ هجائي
في أحد حروف العنوان ! ، (عثمان سمبين)
عرض في نفس الفيلم مشهد لمسيحي لا يقل فاشية عن فاشية الإمام ، و بينما يعيش الطرفان
يحلمون بتحويل كل منهما لديانة الآخر قسراً ، يريد العوام أن يُتركوا لشأنهم
ولثقافتهم العتيقة ، أثناء كل هذا يضع تاجر العبيد الأبيض علامته بالحديد و النار على
أفخاذ العبيد كما يفعل مالكي الأبقار مع ماشيتهم ، الفيلم إذاً لا يهاجم الدين
وإنما يهاجم الطمع البشري ، والذي يتصادف – كثيراً – أن يجد في الدين وسيلة سريعة
وفعّالة لتحقيق أغراضه ، لكل هذا كان لابد أن يكون الشخص المسلم و المسيحي عند (سمبين) أحاديِّ
اللون بينما العوام وجبة بصرية متنوعة زاهية الألوان ، الموسيقى كانت حيوية مخلصة
لبيئتها ، بالإضافة إلى تطعيم الفيلم ببعض الأغاني الغربية بغية السخرية .
المرأة
قوية ذكية مهمة كما هي العادة عند (سمبين) ، فنرى بنت الملك رغم أنها مخطوفة إلا إنها تحتفظ
بكبريائها وقدرتها على الحب ، ثم تعود ثائرة في نفس الوقت الذي خضع فيه الجميع.
"على المستوى الأخلاقي
، لا أعتقد أن لدينا درساً لنتعلمه من أوروبا" – عثمان سمبين
0 التعليقات :
إرسال تعليق