كتب : أحمد أبو السعود
التقييم
: 4/5
بطولة : إنغريد بيرغمان ، ليف
أولمان
إخراج : إنغمار بيرغمان (1978)
عندما كان يُسأل عن أفلامه كان دائماً يضع فيلميه الشهيرين Persona
و Cries & Whispers على قمة
كل الأفلام التى أخرجها ، من السهل جداً ملاحظة التشابه الواضح بين هذين الفيلمين و
فيلم Autumn Sonata في الثلاثة أفلام تظهر مقدرة انجمار بيرجمان
العظيمة على تقديم مناخ قاتم و كئيب قائم بالأساس على اللقطات القريبة و التلاعب بالألوان
و كل التفاصيل الموجودة فى كل كادر ، فى فيلم Persona
يخلق من التضاد الواضح بين اللونين الأبيض و الأسود تشكيلات بصرية
فى منتهى الحدة و القسوة و تنسجم الكاميرا مع طبيعة المكان المغلقة لتُطلق ما يعتمل
داخل الشخصيات ، و فى فيلم Cries
& Whispers يلعب باللون الأحمر على وتيرة
الألم و الموت و الحاجة اليائسة إلى التواصل الإنساني بطريقة تؤلم المشاهد على نحو
إيجابي و فعّال .
Autumn Sonata يلعب تقريباً على نفس التيمات الدرامية و البصرية التي رأيناها فى الفيلمين السابقين و إن افترضنا أن تيمات الألم و الموت و الفقدان و التواصل الإنساني هى كانت شاغل انجمار بيرجمان الأكبر فهي أوضح ما يكون في هذه الأفلام الثلاثة ، فى أحد مشاهد الفيلم تستيقظ "شارلوت" فزعة من نومها و تغادر غرفتها و تتبعها ابنتها لتبدأ بينهم مواجهة و عتاب يستمر طويلاً فى أحد أقوى مشاهد الفيلم ، كل ما يمكن الإشادة به فى هذا الفيلم هو مُختزل بطريقة رائعة فى هذا المشهد ، بيرجمان بارع في استخدام اللقطات القريبة ، و جزء من براعته هو فى توقيته الرائع فى التقاط ردود الفعل من وجوه الشخصيات ، قدرته على تصدير الشعور الذى يريد إيصاله إلى المشاهد بطريقة مؤلمة و عظيمة ، اللحظات التي يقطع بها على لقطات فلاش باك لا نسمع منها شيئاً و لكنها تزيد من حدة المشهد ، اللحظات القليلة التى تظهر فيها موسيقى خافتة على شريط الصوت و كأنه يواسى شخصياته أو حتى يعاتبها ، اللحظة التي يختار فيها أن يضئ الكادر أو يُظلمه ، المونتاج الناعم في الانتقالات بين مشاهد الفلاش باك و المشهد الرئيسي ، الجماليات الموجودة فى هذا المشهد و الفيلم عموماً كثيرة.
Autumn Sonata يلعب تقريباً على نفس التيمات الدرامية و البصرية التي رأيناها فى الفيلمين السابقين و إن افترضنا أن تيمات الألم و الموت و الفقدان و التواصل الإنساني هى كانت شاغل انجمار بيرجمان الأكبر فهي أوضح ما يكون في هذه الأفلام الثلاثة ، فى أحد مشاهد الفيلم تستيقظ "شارلوت" فزعة من نومها و تغادر غرفتها و تتبعها ابنتها لتبدأ بينهم مواجهة و عتاب يستمر طويلاً فى أحد أقوى مشاهد الفيلم ، كل ما يمكن الإشادة به فى هذا الفيلم هو مُختزل بطريقة رائعة فى هذا المشهد ، بيرجمان بارع في استخدام اللقطات القريبة ، و جزء من براعته هو فى توقيته الرائع فى التقاط ردود الفعل من وجوه الشخصيات ، قدرته على تصدير الشعور الذى يريد إيصاله إلى المشاهد بطريقة مؤلمة و عظيمة ، اللحظات التي يقطع بها على لقطات فلاش باك لا نسمع منها شيئاً و لكنها تزيد من حدة المشهد ، اللحظات القليلة التى تظهر فيها موسيقى خافتة على شريط الصوت و كأنه يواسى شخصياته أو حتى يعاتبها ، اللحظة التي يختار فيها أن يضئ الكادر أو يُظلمه ، المونتاج الناعم في الانتقالات بين مشاهد الفلاش باك و المشهد الرئيسي ، الجماليات الموجودة فى هذا المشهد و الفيلم عموماً كثيرة.
مشكلة الفيلم الرئيسية تكمن في عدم انسيابية الانتقال بين المشاهد ليتسرب شعور بأن مشاهد الفيلم مُعدة سلفاً بين الشخصيات نفسها بدون تتابعات تصاعدية بين المشاهد نفسها ، في حين أن مشهد مثل مشهد العزف على البيانو بين الأم و ابنتها هو مشهد عظيم في قدرته على تكثيف مشاعر الشخصيات بدون أن تُنطق كلمة واحدة فيه ، يفتقد الفيلم كثيراً التكثيف النفسي و الشعوري للشخصيات و يعتمد بشكل أكبر على المباشرة في المواجهة و المكاشفة بين الشخصيتين الرئيسيتين .
و على الرغم من كثرة مشاهد المواجهة بين الأم و ابنتها و التي تبدو أنها تقدم نفس الدواخل النفسية للشخصيتين إلا إن عنصر التمثيل فى أفلام بيرجمان دائماً في القمة ، الطريقة التى يتقرب بها من وجوه ممثلاته دائماً مستفزة للخروج بأقصى طاقة تمثيلية ممكنة ، إنجريد بيرجمان تًعطى للشخصية كل ما هو ممكن ، وجهها ، نظراتها ، حركتها فى الكادر ، الأحاسيس الداخلية لشخصية تقع على شعرة حادة جداً بين كونها أم و بين كونها فنانة ، و ليف أولمان يكفى تأمل نظراتها فى مشهد العزف العظيم .
مشاهدة فيلم لانجمار بيرجمان هى تجربة نفسية شديدة القتامة و التأثير ، و تعامله سينمائياً مع التشريح النفسي المؤلم الذى يقدمه للشخصيات أقل ما يُقال عنه أنه عظيم .
0 التعليقات :
إرسال تعليق