الجمعة، 18 أبريل 2014

The Invisible Woman

كتب : مصطفى فلاح

التقييم : 3.5/5

بطولة : ريف فاينز ، كريستن سكوت توماس
إخراج : ريف فاينز (2013)

(تشارلز ديكنز)، كما لم تعرفه من قبل !

أعتقد أن الاستشهاد بمقطع من تحفة الروائي الإنكليزي تشارلز ديكنز الكلاسيكية Great Expectations , من الممكن أن يتم ربطه بالمرحلة العمرية التي تعرف فيها من وصف يوماً بمُلهم المملكة بملكته التي ألهمته إكمال صعود الجبل و هو في منتصفه "لم أتلق ساعة سعادة واحدة في عالمها , ألا أن ما يدور في خُلدي دائماً هو سعادة وجودها في حياتي حتى الموت" ، هذا ما كان يُذكر (بيب) , بطل الرواية , به قلبه عند استذكار (أيستيلا) كاسرة قلوب الرجال و ما يذكر فيه ديكنز به نفسه دائماً "دموعي سر أبتسامتي" عند استذكار (نيلي) كاسرة قلبه هو !


النشأة المسرحية التي ساعدت (رالف فاينز) , و هو يؤدي لمعظم ما كتب الروائي الأنكليزي الآخر ويليام شكسبير لمسرحياته و رواياته المُتقنة , ساعدته في أستحضار العمل المسرحي للشاشة مرة ثانية بعد تراجيديا Coriolanus في عمله الأخراجي الأول ، فالفلم يقدم صورة شديدة الروعة لأجواء (لندن) في القرن الثامن عشر، مع الأهتمام بتفاصيل المكان و الزمان من ملابس و ماكياج و تشكيل معماري (و هذا ما يفسر ترشيحه لأوسكاره الوحيد) هذا العام .

كل ما أراده (ديكنز) يوماً هو أن يحيا حياته كما يكتبها لشخصياته, أو كما أستلهمها (شاعر آفون) قبله لمسرحه السرمدي ، فأصبح سره مشاعاً و أضحت عواطفه متشرذمة بين العقل و العاطفة, بين العيش في الظلال أو البزوغ للنور , بين (ديكنز) الكاتب و الأنسان ! ، لا أعرف أن كان يصح أدراج تسمية معينة لموضوع هذه الأفلام بعيداً عن الميلودرامية أو التراجيديا أو البيوغرافية , تلك السينما التي جعلت من الإنكليزية الثالثة (جين أوستن) عاشقة لغريمها (ليفروي) في خطها منهاجاً لأحد أثرى سداسيتها الأدبية Pride and Prejudice ، و رسمت من ولع (روميو) بـ (جولييت) قصة حبٍ أعظم لكاتبها !

(فانز) , مرة ثانية , يُثبت أنه لا يمتلك وقت للتفنن خلف الكاميرا أكثر من إنشغاله أمامها , لكن عمله في الوقت ذاته يستعيض لحظات الوهن الحاصل بمجموعة مفردات سينمائية في أقصاها , و إن كان يبحث لنفسه عن ناصية أسلوبية أفضل لا يستطيع تأمينها ، كالصورة الفكتورية في ضبابيتها , الموسيقى النابضة بألمعيتها , و الشخصيات القويّة في تشكيلها النفسي و الفني التي تشكلت بشكل كبير بإطلالة نجمة صاعدة بدور تلك المرأة الخفية .


0 التعليقات :

إرسال تعليق

Flag Counter