كتب : مصطفى فلاح
التقييم : 3.5/5
بطولة : ريف فاينز ، كريستن سكوت توماس
إخراج : ريف فاينز (2013)
(تشارلز ديكنز)، كما لم تعرفه من
قبل !
أعتقد أن الاستشهاد بمقطع
من تحفة الروائي الإنكليزي تشارلز ديكنز الكلاسيكية Great Expectations , من الممكن أن يتم ربطه بالمرحلة العمرية التي تعرف فيها من وصف
يوماً بمُلهم المملكة بملكته التي ألهمته إكمال صعود الجبل و هو في منتصفه "لم أتلق ساعة سعادة
واحدة في عالمها , ألا أن ما يدور في خُلدي دائماً هو سعادة وجودها في حياتي حتى
الموت" ، هذا ما كان يُذكر (بيب) , بطل الرواية , به قلبه عند استذكار (أيستيلا) كاسرة
قلوب الرجال و ما يذكر فيه ديكنز به نفسه دائماً "دموعي سر أبتسامتي"
عند استذكار (نيلي) كاسرة قلبه هو !
النشأة المسرحية التي
ساعدت (رالف فاينز) , و هو يؤدي لمعظم ما كتب الروائي الأنكليزي الآخر
ويليام شكسبير لمسرحياته و رواياته المُتقنة , ساعدته في أستحضار
العمل المسرحي للشاشة مرة ثانية بعد تراجيديا Coriolanus
في عمله الأخراجي الأول ، فالفلم يقدم صورة شديدة الروعة لأجواء (لندن) في
القرن الثامن عشر، مع الأهتمام بتفاصيل المكان و الزمان من ملابس و ماكياج و تشكيل
معماري (و هذا ما يفسر ترشيحه لأوسكاره الوحيد) هذا العام .
كل ما أراده (ديكنز) يوماً
هو أن يحيا حياته كما يكتبها لشخصياته, أو كما أستلهمها (شاعر آفون) قبله
لمسرحه السرمدي ، فأصبح سره مشاعاً و أضحت عواطفه متشرذمة بين العقل و العاطفة,
بين العيش في الظلال أو البزوغ للنور , بين (ديكنز) الكاتب و
الأنسان ! ، لا أعرف أن كان يصح
أدراج تسمية معينة لموضوع هذه الأفلام بعيداً عن الميلودرامية أو التراجيديا أو
البيوغرافية , تلك السينما التي جعلت من الإنكليزية الثالثة (جين أوستن)
عاشقة لغريمها (ليفروي) في خطها منهاجاً لأحد أثرى سداسيتها الأدبية Pride and Prejudice ، و رسمت من ولع (روميو) بـ (جولييت) قصة حبٍ أعظم لكاتبها !
(فانز) , مرة ثانية ,
يُثبت أنه لا يمتلك وقت للتفنن خلف الكاميرا أكثر من إنشغاله أمامها , لكن عمله في
الوقت ذاته يستعيض لحظات الوهن الحاصل بمجموعة مفردات سينمائية في أقصاها , و إن
كان يبحث لنفسه عن ناصية أسلوبية أفضل لا يستطيع تأمينها ، كالصورة الفكتورية في
ضبابيتها , الموسيقى النابضة بألمعيتها , و الشخصيات القويّة في تشكيلها النفسي و
الفني التي تشكلت بشكل كبير بإطلالة نجمة صاعدة بدور تلك المرأة الخفية .
0 التعليقات :
إرسال تعليق